إعلمي أنَّ الله هو الرحمن الرحيم وأنَّ رحمته وسعت كل شيء فلا مجال أن نيأس من رحمة الله الودود الحبيب القريب المجيب الذي يسمع دعاءنا ويجيبه ولو لم ندرك كيفية الإجابة ولم نشعر بها فقد يكون صرف عنك من السوء والضرّ ما لا علم لك به وقد يكون أعطاك خيراً مِمّا سألتيه, فلا نعلم الغيب ولا المستور خلف الحُجُب لكن الله علّام الغيوب المُطَّلِع على حقائق الأمور كلها وعلى خبايا القلوب يعلم ما هو خيرٌ لنا وما يصلح لعباده. وتذكَّري أن سيدنا يعقوب عليه السلام مكث نحو أربعين سنة يدعو الله تعالى أن يجمعه بابنه يوسف عليه السلام وهو نبيٌّ من الأنبياء ودعاؤه مستجاب عند الملك الوهّاب وكذلك نبي الله يوسف عليه السلام كان يدعو أن يجمعه الله بأبيه يعقوب ومع ذلك تأخرت الإستجابة لأن الله كان يعلم ما هو خيرٌ له وكان يُعدّهُ لأمرٍ عظيم.
فخُذي العبرة من هذه القصة التي وردت في القرآن الكريم واستمعي إلى ما قاله يعقوب عليه السلام :{ولا تيأسوا من روحِ الله فإنهُ لا ييأس من روحِ الله إلا القوم الكافرون}. واسألي نفسك هل حققتِ شروط الدعاء من الأدب والتسليم وحسن الظن بالله واليقين؟ وهل أطبتِ مطعمكِ أي تحرَّيتِ أكل الحلال حتى تكون دعوتك مستجابة عند الله ذي الجلال والإكرام؟