لماذا إكرام الميت دفنه وهل ثبت هذا القول عن النبي صلى الله عليه وسلم

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إكرام الميت دفنه ليس حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- ولكن تعجيل دفن الميت، والمبادرة إلى ذلك هو من باب الاستحباب فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عليٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يا علي لا تؤخرهنَّ: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤًا.
 
- فمن السنة تعجيل دفن المتوفي فقد صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه، وإن يكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم.) رواه البخاري ومسلم

- كما قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرجه الطبراني بإسناد حسن.

- فمن واجب وحق المسلم الميت على أخيه المسلم إذا تيقن بوفاته وثبت بأن قد مات أن يسرع بتغسيله ودفنه

- أما إذا كان هناك سبب شرعي يدعو إلى تأخير الدفن كوجود شبهة في موته مثلاً، فيؤخر الدفن لفحص الجثة والتأكد من ذلك،

- وقد اتفق الفقهاء والعلماء على أنه إن تيقن موت الشخص فإنه ينبغي أن يبادروا أهله إلى تجهيزه وأن لا يؤخر.

- فإن مات فجأة ترك حتى يتيقن موته. وفيها أيضاً: يستحب الإسراع بتجهيزه كله من حين موته، فلو جهز الميت صبيحة الجمعة يكره تأخير الصلاة عليه ليصلي عليه الجمع العظيم، ولو خافوا فوت الجمعة بسبب دفنه يؤخر الدفن، وقال المالكية والشافعية أيضاً بالإسراع بتجهيزه إلا إذا شك في موته.

- وننوه إلى أنه لا حرج من أن ينتظر أهل الميت ساعات قليلة ليتمكنوا من جمع عدد كبير من المصلين ليصلوا عليه صلاة الجنازة لينال الميت الأجر والثواب من دعاء الجموع.

- ونرى في وقتنا الحاضر بأن بعض الناس لا يعجل بدفن الميت بل ينتظر قريبه الذي يقدم من دول أجنبية أو عربية أو غيرها من البلاد البعيدة فلربما يبقى الميت يومين أو ثلاثة بدون دفن فهذا جناية على الميت وغير مشروع بل نقول يدفن الميت وإذا جاء قريبه صلى على قبره.

- فالميت إن كان من أهل الصلاح فإن روحه تقول قدموني لأنها بذلك تريد أن تصل إلى باب الكرامة وإلى النعيم والسرور.

- فقد صح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ». أخرجه البخاري.

- ومن السنة في دفن الميت بأن يوضع الميت على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة وأن يغطى باللبن وأن يحث عليه التراب ويدخلوه في القبر ممن يعرف كيفية الدفن سواء كان من محارم المرأة أو من غير محارمها.

- ويسن بعد دفن الميت أن يقف من حضر الجنازة على القبر وأن يدعو للميت بأن يثبته الله تعالى عند سؤال الملكين وأن يستغفر له، ويأمر الحاضرين بالاستغفار له، وسؤال الله له التثبيت،

. وهناك أوقات لا ينبغي أن يدفن فيها الأموات ولا يصلى عليهم فيها وهي:

 أولا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ،
ثانيا: حِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ.
ثالثا: حِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. أخرجه مسلم.
- فقد صح عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيَّ رضي الله عنه قَالَ: ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم- يَنْهَانَا أنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. أخرجه مسلم.
- إشارة إلى أنه يجوز دفن الميت ليلًا إذا توفي بعد العشاء بلا حرج، وإن رأى أهل الميت الانتظار حتى النهار لتكثير عدد المصلين على الميت والمشيِّعين له فذلك أفضل. 

والله تعالى أعلم.
 

profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
علم اجتماع ديني
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 كرم الله عز وجل الإنسان على جميع المخلوقات، وهذا من بدايته خلقه لأول روح وهو آدم عليه السلام وتعليمه كل شيء، وأمر الملائكة بالسجود له، وحتى رفع الروح إلى الله عز وجل، ودفن الإنسان عند موته واحدة من أساليب تكريم الله عز وجل للإنسان.

الإنسان عند موته، تبدأ التفاعلات الفيزيائية والكيميائية الحصول في جسده، بالإضافة لتغذي الحشرات والدود على جسده الميت، ولا تكريماً لأفضل المخلوقات، أمر الله عز وجل بدفن الإنسان عند موته، ويفضل التعجيل في الدفن لأن الجسد يبدأ بالتفاعل من اللحظة التي تخرج بها الروح.

أما بالنسبة إلى مقولة "إكرام الميت دفنه"، فإنه لم يثبت نص ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن دل على معناه كما ودر عن العلماء.

وإنما نص الكلام ورد عن العلماء، ولقد أشار إلى ذلك الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي، ومما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهنَّ، وأن نقبر فيها موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب.

ودفن الميت يشمل المسلم وغيره، فهذه كرامة للبشر عامة، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التعجيل في دفن الميت إلا في الأوقات التي يكره فيها الصلاة والدفن وهذه الأوقات هي:

  • وقت شروق الشمس وحتى تستقر في السماء.
  • عندما تكون الشمس عمودية تماماً وقت الظهيرة وحتى تميل قليلاً.
  • وقت غروب الشمس وحتى تغرب تماماً.ما عدا ذلك فيجوز دفن الميت في أي وقت آخر، حتى لو كان في منتصف الليل، لأن هناك بعض أهل القرى يدفنون موتاهم حتى لو توفي في منتصف الليل، اقتداء بمقولة إكرام الميت دفنه، هذا أمر جائز، طالما لم يكن الدفن في الأوقات المنهي عنها.


ولكن يفضل أن يدفن الميت في النهار حتى يصل الناس عليه ويحسنوا تكفينه، وفي قول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، وَقُبِرَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "ِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَليحسن كَفَنَهُ".