لماذا أشعر بالخوف من كل شيء، الخوف من المستقبل، الخوف من الموت، وذلك يٌشعرني بالوجع والإرهاق؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
١٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يطلق على ما أنت عليه علميًا البانوفوبيا أو الخوف من كل شيء، خوف بطريقة قوية وغريبة، وهذا النوع مع أنواع الخوف يبقيك في حالة من التأهب للاعتقاد بوجود شر مستمر وهو ما يفسر خوفك من الموت والمستقبل حيث تم اكتساب مفهوم للموت والمستقبل وغيرهم خلال التنشئة ووجود الخبرات المتعددة أنها مفاهيم تحتوي على الخطر والشر، وضمن هذه الحالة الرهابية يكون الشخص متوقع لحدوث الشر والأمور المروعة في أي وقت، وهي سبب في توقف التقدم والنجاح والشعور بشعور غير طبيعي، وتؤثر على مسار الحياة اليومي.

غالبا هذه النوع من الرهاب وحسب الدراسات يصعب تتبع وقت نشوئه حيث أنه يكتسب ضمن عوامل عدة تجعل الدماغ مستجيب بهذه الطريقة للمحيط، وعليه فهنالك عدة عوامل قد تكون سبب في حدوث هذا الخوف منها، حدوث حالات وفاة في العائلة مقربة، الحديث عن الموت بطريقة تسبب الخوف مع غياب الوعي الكافي لديك والمعلومة الكافية، ويمكن هنا أن أقدم لك مثال بسيط حدث معي وأنا في مرحلة الدراسة الثانوية حيث توفي قريب لأحد معارفنا وكنا في بيت العزاء وتحدثوا عن أمر بأن الإنسان قبل موته بأربعين يوماً يشعر بأنه سيموت، ولغياب الوعي الكافي لدي وعدم الاستفسار وسؤال والدي أو أحد كبير أصبحت بحاله من الرهاب استمرت لفترة طويلة نسبيًا ووصلت لدرجة الكوابيس، فكان الخوف من الموت والمستقبل وقتها أمر يؤثر على جميع جوانب حياتي وكنت فاقدة للقدرة على الاستمتاع بكل ما هو حولي وأشعر بضيق كبير، إلى أن وصلت بعد فترة من الزمن لقناعة بأن ما أنا فيه لا أساس له وأنا من افتعل هذا الخوف نتيجة أفكار معينة لدي، حاولت أن أوقف التفكير قدر الإمكان بالأمور المخيفة وبدأت أستمتع بكل ما هو حولي لقد واجهت صعوبة كبيرة في بداية الأمر إلا أنني لم أستسلم للأفكار المخيفة.

ومن الأمور الأخرى التي قد تكون سبب في الخوف الظروف الأسرية الاقتصادية، فقد يكون الوضع الاقتصادي الغير جيد سبب في الخوف من طبيعة الحياة وكيفية العيش، أو الخوف من عدم الارتباط، وعدم وجود مكان للعيش فيه، كل هذه الأمور مرتبطة بما نكتسبه من البيئة المحيطة ومن التنشئة غالبًا، ومن الخبرات التي أما نمر بها أو نسمع عنها.

ومن الأعراض التي قد تترافق مع ما لديك من رهاب البانوفوبيا الانعزال الاجتماعي والابتعاد عن الأحداث والتفاعلات المختلفة، وقد تصل الأعراض في حالات متقدمة إلى الشعور بالدوار والإغماء، خفقان القلب، التنفس السريع، التعرق، الانساحب، الذعر، البكاء بشكل هستيري، الاكتئاب. 

ونتيجة لما أنت عليه من حاله خوف وتأهب ترتفع نسبة الأدرينالين في الجسم مما يفسر حالة الإرهاق والألم، حيث إن زيادة نسبة الأدرنالين في الجسم يتبعها بعد فترة الشعور بالتعب والانهيار، خاصة في الحالات السلبية.

والبانوفوبيا هي حالة يمكن التعامل معها ويمكن التخلص منها وذلك عن طريق تبرير المخاوف، فيمكنك أن تضعي مبرر للخوف من الأمور بحيث تبحثي في ذاتك ونفسك وعند وضع التبرير فالعقل سيجد بأن وفي غياب المبرر لا داعي لوجود الخوف مما يقلل من نسبته وشكله.كما يمكن التعامل مع هذه الحالة عن طريق التعامل مع الأفكار بحيث يتم استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية تخفف من الشعور بالتوتر والخوف والقلق.وهنالك بعض الدراسات التي اشارات إلى فائدة التمارين البدنية العقلية مثل اليوجا والتأمل.والجانب الأكبر في العلاج يقع على العقل عليك إقناع العقل بالبحث بطريقة منطقية حول المشكلات، وأؤكد لك بأنني وبهذه الطريقة فعليا استطعت أن أتخلص من الخوف لدى والذي استمر لقرابة السنة تقريبًا وأنا اليوم أتمتع بصحة نفسية جيدة وممتازة. 

أرى من وجهة نظر شخصية أن تعبير عن هذا الخوف لأحد المقربين الثقة البالغين والذي لديهم خلفية معرفية يمكن أن تقدم لك الدعم النفسي أمر ضروري، حيث أنني أتذكر نفسي بأنني كنت بأمس الحاجة للحديث عن هذه المخاوف إلا أنني كنت قلقة من إحداث الذعر للغير، فكنت أتجنب الحديث وهذا ما جعل مدة الخوف لدى تطول وتمتد لمدة سنة كاملة، الحديث مع الآخرين يسمح لنا بأن نرى وجهات نظر مختلفة عما لدينا مما يساعد على إقناع العقل للتفكير بإيجابية.

المصدر:
  1. fear of everything phobia panophobia