مواكب هي جمع كلمة موكب وتعني في معجم اللغة العربية المعاصر: " جماعة من النَّاس يسيرون راكبين أو ماشين في مناسبة جامعة أو احتفال ". من هنا نجد أن الشاعر جبران خليل جبران اختار لقصيدته المكونة من مائتين وثلاثة أبيات عنواناً يصف أصناف الناس وطبائعهم في الحياة، وكأنه قسّم الناس إلى جماعات يتصف كل منها بصفة معينة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تارة نرى جانب الشر وتارة جانب الخير، كما قال في قصيدته: " الخير في الناس مصنوع إذا جبروا - والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا".
حاول الشاعر إيصال عدة رسائل من خلال قصيدته أهمها دعوة جموع الناس للتحرر من مخاوفهم وقيودهم والتصرف على سجيتهم وعودتهم إلى طبيعتهم التي فُطروا عليها. إضافة إلى مفاهيم أخرى مثل إشكالية الدين، حيث يرى أن الإنسان يجب أن يفعل الخير من دافع شخصي لا خوفاً من عقاب أو رجاءً لثواب.
أيضاً تطرق الشاعر لقضية العدل في المجتمعات الإنسانية، والعلم وفضله وبعض المشاعر والحالات الإنسانية التي يتعرض لها البشر كاللطف والخبث والحب والبغض.
ولا يفوتني أن أذكر أن الشاعر أولى أهمية لموضوع السعادة حيث قال بما معناه أن السعادة تكمن في التشويق الحاصل للوصول إلى غاية معينة، لا السعادة بالحصول على الغاية بذاتها، كما أنها لا نهائية، فما إن يحصل المرء على سعادته حتى يضجر منها ويبحث عن سعادة أخرى.
أيضاً كان لموضوع الموت والروح والجسد مكاناً في قصيدته حيث يرى أن الجسد هو رحم الروح التي ستخرج منه يوماً ما.