لا يوجد أسباب واضحة علمية مسببه للعناد أو ما يطلق عليه في علم النفس اضطراب التحدي المعارض (ODD), لكن وحسب الدراسات فقد تكون الأسباب في ظهور هذا السوك خليط ما بين العوامل الوراثية وأخرى بيئية.
- الأسباب الجينية: وهنا يتعلق الأمر بأسلوب وطريقة عمل الأعصاب والدماغ حسب الخريطة التكوينية للجسد والتي فيها جينات متناقلة من الآباء إلى الأبناء.
- الأسباب البيئية: وغالبًا ما تتعلق هذه الأسباب بالتربية والتنشئة الاجتماعية، والتي فيها نوع من القصور من حيث الاشراف والتناسق والحزم والانضباط أو وجود سلوكيات اساءة معاملة.
ومن العوامل التي قد تكون سبب في ظهور العناد في مراحل مبكرة وتستمر مع الفرد في مرحلة الرشد:
- الحالة المزاجية: وجود الفرد في حالة مزاجية صعب السيطرة عليها تسبب فقدان السيطرة على المشاعر لعدم القدرة على التحكم بمشاعر الإحباط، وبالتالي ينتج عنها العناد بشكل كبير.
- مشكلات عدم اتساق التربية والتوجيه: وهنا يشعر الفرد في البيئة الأسرية بحالات سوء المعاملة أو وجود أنظمة توجيه وتأديب متقلبه خالية من الحزم أو قاسية، أو فاقدة للرقابية الكاملة، مما يجعل العناد سلوك محقق للغايات الفردية.
- الخلافات الأسرية: الخلافات ما بين الأم والأب تترك الأثر الكبير على الطفل في مرحلة مبكرة وتجعله يطور سلوكيات يثبت فيها نفسه تظهر على شكل عناد، أو يكون الهدف منها الشعور بفرض السيطرة مقابل حالة الضعف التي يشعر بها نتيجة الخلافات الأسرية.
- السلوكيات العدوانية ضمن البيئة؛ السلوك العدواني والدفاعي المعزز عن طريق الانتباه والأقران يزيد من صدور العناد، لأنه يصبح ذو نتيجة ويحقق الفائدة على المستوى الشخصي.
ومن ناحية أخرى يمكن بيان نشأة العناد باستخدام نظريات التعلم كسلوك مكتسب في حال تم تحيد العوامل الوراثية:
أولا: النظرية السلوكية: وهنا يرتبط سلوك العناد بمثير معين يحقق نتيجة تشعر الفرد بالفخر أو الاعتزاز أو النجاح أو القوة، ويمكن القول أن كيمياء الجسد وما يحدث في المخ سبب في تكون العناد ضمن هذه النظرية، حيث أن النتائج التي تحقق الهدف من العناد تزيد من إفراز الدوبامين، وهذا الهرمون مع تكرار السلوك (العناد) يصبح مصدر للشعور بالسعادة والمكافأة، مما يعزز السلوك بشكل عضوي عقلي ويجعل العناد صادر كسلوك إدماني.
آلية اكتساب ونشأة العناد ضمن النظرية السلوكية:
- السلوك: العناد
- المثير: وهنا تختلف المثيرات وليكون مثلا رفض الوالدين لطلب الطفل أو الابن.
- التعزيز أو العقاب؛ وهنا وفي حالة العناد قد يكون (العقاب) سبب في التمسك بالعناد من خلال رؤية ضعف الوالدين وعدم قدرتهم على التصرف، ومن ناحية أخرى قد يكون (التعزيز) الحصول على مراد الطفل سبب في زيادة ظهور سلوك العناد.
- التعلم: في نهاية هذه العملية ينشأ تعلم حسب المعادلة التالية: سلوك +مثير واستجابة +تعزيز وعقاب= تعلم.
ثانيًا: النظرية الكشطالتية: آلية اكتساب ونشأة العناد حسب هذه النظرية:
- الاستبصار: وهنا يبدأ الفرد بجمع المعلومات الكافية التي توفر استجابات معينة من المحيط ويتم الربط ما بين العناد وبين المعرفة المكتسبة وتكوين دوافع داخلية تعزز العناد من مثل فرض السيطرة والشعور بالإنجاز.
- إعادة البنية الفكرية: وهنا يبدأ الفرد بإعادة تنظيم للمفاهيم لديه بحيث تتضمن العناد.
- مراقبة النتائج: وهنا يمكن العمل على التجربة وملاحظة نتيجة العناد، وفي كل مرة يكون فيها العناد ذو نتائج ايجابية كلما زاد ثباته عقليًا.
- التطبيق الآلي للمعارف المتعلقة بالعناد: وهنا يصبح العناد سلوك ظاهر نتيجة أساس معرفي.
ثالثًا: النظرية البنائية: آلية اكتساب ونشأة العناد ضمن هذه النظرية:
- تطوير تكيف: وهنا يبدأ الفرد بإحداث عملية موازنة ما بين البيئة وما بين الجهاز العضوي، وهنا قد يكون العناد نوع من أنواع التكيف.
- الاستيعاب والتنظيم: وهنا يقوم الفرد بدمج المعارف والمهارات الناتجة عن سلوك العناد بالبنية المعرفية السابقة بما يحقق عادات مألوفة لدى الفرد.
- إصدار الفعل: وهنا بعد التكيف والاستيعاب والتنظيم يصدر العناد عن عملية تعلم منظمة ومعززة ذاتيًا.