إن مصارحة النفس ليست بالأمر البسيط، وتتطلب منك أن تقوم بعدة أمور، حتى تصل لمرحلة المصارحة الحقيقية، وتنقسم هذه العملية إلى مرحلتين، هما: مرحلة أولية تتضمن التعامل مع العقل والأفكار، ومرحلة متطورة تتضمن السلوك الخارجي مع الآخرين، ويمكن توضيح كل مرحلة بتفصيل أكبر كما يلي:
المرحلة الأولى؛ التعامل مع العقل والأفكار والذات:
في هذه المرحلة، عليك أن تبدأ بوضع الخطوط العريضة للنفس، من خلال فهم الهدف والدافع الذي من أجله ترغب في مصارحة النفس.
وهنا يمكن القول إنه كلما كنت قادرًا على تحديد الهدف والدافع والغاية من المصارحة، كنت في المراحل اللاحقة أكثر قدرة على الثبات والصدق.
بعد تحديد الهدف والغاية لا بد من وضع الخطوط الحمراء للنفس، وتتضمن ما يلي:
ولاحقًا يمكن ممارسة الحديث الذاتي الذي من خلاله يمكن تفريغ جميع المشاعر بطريقة صحيحة، من خلال ممارسة تحليل المواقف بطريقة واقعية، والابتعاد عن التحيز والعنصرية، ومحاولة النظر للأمور بمنظور محياد، هذه العملية تساعد بدرجة كبيرة على مصارحة النفس دون الشعور بالدونية أو الألم النفسي، كما تساعد في الحفاظ على صحة نفسية جيدة.
أهم ما يمكن اتباعه ضمن ممارسة حديث الذات: الكتابة والتدوين، ما يساعد على تذكر جميع الأحداث، وبالتالي التوصل لنتائج حقيقية ومصارحة صادقة دون تلفيق أو تجميل أو غيره.
المرحلة المتقدمة؛ وتشمل الممارسة الحقيقية الفعلية:
في هذه المرحلة يمكن التعرض للنقد الحقيقي من الآخرين والمجتمع ومن النفس أيضًا، وتتضمن هذه المرحلة:
أولًا؛ طلب الدعم.
طلب المساعدة من المقربين والأصدقاء ببيان أهم السلبيات والإيجابيات في المواقف المتعددة، يعد أهم خطوة في الممارسة العملية التي تساعد على بناء طريقة حقيقية لمصارحة النفس.
ولكن لتكون هذه الخطوة ذات نتيجة حقيقية لا بد من تقبل ما يصدر عن الآخرين من آراء ووجهات نظر.
ثانيًا: انتقاد النفس وتحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ مقابل تقدير الذات.
ليس حتمًا أن تكون المصارحة ضمن المجال السلبي، فهي تتضمن الإيجابيات أيضًا، ومن أجل ذلك لا بد من بدء ممارسة الواقعية وتحمل المسؤولية والابتعاد عن تبرير أي أمر وإلقاء اللوم على الآخرين دون النفس، مقابل إظهار التقدير الحقيقي الواقعي.