من أجمل ما تعلمته بالكتابة على
"أجيب" كيفية التنظيم والترتيب والدقة والتفكير خارج الصندوق. هنا لا أعني فقط تنظيم الوقت، بل تجاوز ذلك لتنظيم الأفكار وكيفية تدفقها بسهولة ويسر، مما يجعل القارئ أكثر تفاعلًا واندماجًا مع النص المقروء. قبل أن تبدأ الكتابة، عليك تهيئة المكان الذي تود الكتابة فيه، حيث يمكنك تخصيص مقعد خاص، عن نفسي أخصص دومًا مكانًا خاصًا على الأريكة وطاولة دائرية خشبية جميلة، صُممت خصيصًا لتكون رفيقتي عند استخدام جهاز الحاسوب الشخصي. لهذه الطاولة العديد من الصولات والجولات السابقة ضمن نطاق عملي، فكم شهدت من نقرات على لوحة مفاتيح حاسوبي، وتدقيق عظيم في شاشته، والعديد من الاجتماعات المطولة، والورشات التدريبية المكثفة.
والآن مع كوب من القهوة، أو كأس من الشاي اللذيذ المًحلى، والمعطر بأوراق النعنع أبدأ بالكتابة. الآن سأرشدك للخطوات التي اتخذها بعد إعداد مكان عملي؛ نعم اعتبر ذلك عملًا مهنيًّا دقيقًا، إذ ستوجه إجابتك لمتحدثي اللغة العربية في جميع أنحاء العالم، أي أن مسؤوليتنا عظيمة في تقديمه معلومة دقيقة، تفاعلية، علمية قيمّة، ذات مغزى.
والآن، لنبدأ في عرض خطوات كتابة الإجابة الجيدة:
1. ابدأ بقراءة السؤال قراءة واعية، عميقة تقرأ بها ما وراء المعرفة التي تنطق بها حروف السؤال. وابتعد عن تضييق أفقك بالنظر لحرفية السؤال وحدوده المقيّدة.
2. انظر للوسوم أو الهاشتاغات المتعلقة بالسؤال، ولاحظ هل تتوافق مع تخصصك أو معتقداتك وقراءاتك الشخصية حتى تقرر ساعتها أن تجيب أو لا تجيب على السؤال. يمكنك أيضًا قراءة بعض الإجابات على الموقع بالفعل، للاستفادة من خبرات الآخرين.
3. سجّل الكلمات المفتاحية التي استلهمتها من السؤال. هذه الكلمات هي مواد الإشعال الأولية لإجابتك، والتي ستجعلك تنطلق فكريًا من خبراتك السابقة، أو من خلال البحث.
4. ابدأ بتكوين أفكار رئيسة وفرعية حول تلك الكلمات المفتاحية؛ ما تقوم به الآن هو نوع من العصف الذهني والاستبصار في كيفية تكوين فكرة حول إجابتك.
5. ابدأ بالبحث في عدة اتجاهات؛ يمكنك البحث في الأفكار الرئيسة التي كتبتها، ومن ثم الأفكار الثانوية أو الفرعية. يمكنك استخدام كلماتك المفتاحية نفسها في البحث.
6. لو كنت تمتلك لغة إنجليزية جيدة، يمكنك الاستعانة بالأبحاث والمواقع والمقالات والمدونات والمنتديات المعتمدة والموثقة. استعن بها مع الانتباه للآراء التي تتحدث بها تلك المواقع، وتوافقها مع آرائك الشخصية، فليس كل ما يُقرأ قد يناسب أو بتوافق مع القيمة الاجتماعية والأعراف المجتمعية لدينا.
7. ابدأ بتدوين بعض الملخصات أو الاستنتاجات من قراءاتك المختلفة للأبحاث أو الوثائق أو المقالات، أو تدوين بعض الآراء التي ستقوم بالاقتباس منها. عليك إضافة رأيك الشخصي حتى تكون المقالة ممثلة لما يدور في خُلدك، ولتعطي القارئ الانطباع عن شخصيتك وتوجهاتك واطباعاتك.
8. ابدأ بكتابة الإجابة. قد يكون ذلك بطريقتين: إما أن تبدأ بتمهيد بسيط أو مقدمة جذّابة، أو بالإجابة بطريقة مباشرة عن السؤال المكتوبة بالاستعانة بالتعابير اللغوية اللافتة للانتباه. أنت هنا في منصة تفاعلية تقدم لك حرية الرأي في عرض أفكارك، مع احترام الملكية الفكرية، وحرية التعبير، واحترام الآخرين.
9
. يمكنك البدء بالإجابة من خلال تسويق رأيك الشخصي، وفي هذه الحالة لن تحتاج للاطلاع على مراجع سابقة؛ نظرًا للخبرات التي اكتسبتها عبر السنوات، أو لمرورك بالحالة التي يقتضيها السؤال. هنا عليك دفع تلك الخبرات للظهور بشكل عفوي منمّق.
10. دوّن الاقتباسات التي تؤيد رأيك، والإحصائيات التي قد تدعم قولك إن اقتضى السؤال ذلك، ويمكنك وضع بعض الروابط البسيطة ليقوم القارئ بالاطلاع عليها إن أراد.
11. تذكر أن المقال الجيد وفق محركات البحث والدراسات العالمية يجب أن لا يقل عن 500 كلمة، ليتصدر قائمة البحث
12. لا تنسَ مراعاة الأحكام والقواعد اللغوية والنحوية والإملائية. يمكنك الاستعانة ببعض التطبيقات مثل تطبيق " قلم" للتأكد من دقة الصياغة اللغوية والمهارات النحوية الإملائية.
13. من المهم جدً استخدام علامات الترقيم، التي تدعم تسلسل الفقرات ووضوحها، وتسهّل على القارئ متابعة الإجابة بشغف، وتجعله يستمر بتتبع ما كتب بعينيه، وتُعلّقه بالاهتمام بالطريقة التي أوليتها ساعة كتابتك للإجابة. ومن العلامات المتداولة: النقطة، الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، النقطتان الرأسيتان، علامات التنصيص، الشرطة للجملة المعترضة.
14. تكون الإجابات أجمل عند استخدام أدوات الربط، كاستخدامك لروابط العطف، والتعليل، والوصل، والتمثيل، والاستثناء، والسببية، والتتابع أو الترتيب، وأدوات الأثر والنتيجة. ي
15
. ابتعد عن الطريقة التقليدية التي تحكم المقالات، فأنت الآن كاتب إبداعي ولست كاتبًا نمطيًّا يفتتح إجاباته بسلسلة من التعاريف، أو عقد المقارنات.
16. اجعل إجابتك مفيدة، مباشرة، ذات مصداقية، مرتبطة بالكلمات المفتاحية في السؤال، وتدوين الأمثلة التي توظف المعرفة، وتوظف الحقائق والأفكار لتكون ذات قابلية استخدام عامة للمستخدمين أو جمهور القرّاء.
17. عند الكتابة حول المواضيع الدينية، عليك أن تتبع المنهج الوسطي المعتدل، مع الربط مع مجالات الحياة والمعرفة. اربط الإجابة بالفكر الديني المعتدل وفق ما تتطلبه الإجابة، وابتعد عن الربط به في الإجابات التي يبتعد رحاها عنه؛ مثل مواضيع علم النفس.
18. استخدامك للخط العريض سيسلط الضوء على أهم الأفكار والمصطلحات في إجابتك، أما الخط المائل فيحدد الأسماء، والاقتباسات، والشخصيات، والحوارات الدائرة. كن محددًا في اختيار الجمل أو الكلمات التي ستستخدم بها الخطوط السابقة.
19. قسم فقراتك بطريقة أنيقة. الفقرة الأنيقة تتضمن ما بين 80-100 كلمة، وقد تقل أو تزيد بمقدار خمس كلمات. هذا سيجعل الشكل العام للإجابة منظمًا ومريحًا للعين.
20. يمكنك التحقق من الانتحال الأدبي باستخدام أدوات أو تطبيقات السرقة الأدبية – إن أردت. من المهم اكتساب إجابتك للمصداقية، وجعلها فريدة المحتوى. يمكن استخدام تطبيقات متنوعة منها ما هو مجاني، تابع الرابط التالي لاختيار الأداة المناسبة:
أهم برامج فحص السرقات الأدبية
21. يمكنك تنظيم إجابتك ضمن الإطار والقواعد التي تراها مناسبة، أي ليس بالضرورة اتباع النمط التقليدي الذي يمارسه البعض عند الكتابة. أنت حر طليق؛ فقط حلّق بحرية.
22. لتكن طريقة عرضك لما في داخل الإجابة ممتعة جذابة، تتضمن الأمثلة والاقتباسات والرأي الشخصي الذي يعبر عن وجهة نظرك للموضوع، مع احترام رأي كل من الباحثين والجمهور.
23. ضع خاتمة مناسبة من وجهة نظرك. يمكنك تلخيص ما كتبت عنه، يمكنك كتابة مقترحات، يمكنك طرح أسئلة لتفتح آفاق القارئ، وغيرها من طرق لإنهاء مثالك.
والآن يا صديقي، مرحبًا بك ككاتب محتوى إبداعي على موقع "أجيب". عند اتباعك للخطوات السابقة ستجعل إجاباتك تتصدر وسم أو هاشتاغ الإجابات المميزة.