حتى نعرف كيف تعقد النية لأي عمل يجب علينا أن نعرف معنى النية ،
- النية: قصد الشيء مقترنًا بفعله، ومحلها القلب، فيقول في قلبه: نويت كذا أو فعل كذا، ولا يشترط التلفظ بها في العبادات، وذهب جمهور العلماء إلى أن التلفظ بالنية في العبادات سنة؛ ليوافق اللسان القلب.
وتعقد النية في لأي عمل بأن يستحضر الشخص النية عند البدء بالعمل، فيستحضر المصلي النية عند البدء بالصلاة، ويشترط تعيين الصلاة التي هو سيصليها في حاله، سواءً أكانت صلاة فجرٍ أو جمعة.
ذكر ابن النقيب -رحمه الله تعالى- في عمدة السالك: "ينوي بقلبه، فإن كان فريضة وجب نية فعل الصلاة، وكونها فرضاً، وتعيينها: ظهراً، أو عصراً، أو جمعة."
وعلى هذا تعقد نية صلاة الجمعة.
أما مما شُرِحَ شرحًا لطيفًا في موضوع النية
ما ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في إغاثة اللهفان، فقال:
"النية قصد فعل الشيء، فكل عازم على فعل فهو ناويه، لا يتصور انفكاك ذلك عن النية فإنه حقيقتها، فلا يمكن عدمها في حال وجودها، ومن قعد ليتوضأ فقد نوى الوضوء، ومن قام ليصلي فقد نوى الصلاة، ولا يكاد العاقل يفعل شيئًا من العبادات ولا غيرها بغير نية، فالنية أمر لازم لأفعال الإنسان المقصودة، لا يحتاج إلى تعب ولا تحصيل. ولو أراد إخلاء أفعاله الاختيارية عن نيته لعجز عن ذلك. ولو كلفه الله عز وجل الصلاة والوضوء بغير نية لكلفه ما لا يطيق، ولا يدخل تحت وسعه".
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.