الدعاء بأسماء الله تعالى هو التوسل لله تعالى بأسمائه، وهو صورة من صور دعاء الله تعالى، بحيث تذكر ما يناسب الطلب من الأسماء - وهذا لا يكون إلا من خلال العلم بمعاني تلك الأسماء جميعها - وبسبب ذلك تحقق قول الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة الأعراف (180).
- ومن آداب الدعاء وأوجبه هو استشعار معاني أسماء الله تعالى.
-وعليه: فعندما تسأل الرحمة من الله تعالى تقول: يا رحمن ارحمني، وعندما تطلب المغفرة تقول: يا غفور اغفر لي، وعندما تطلب الرزق تقول: يا رزاق ارزقني، وعندما تطلب الهداية تقول: يا هادي اهدني، وعندما تسأل الله تعالى أن يحبر كسرك تقول: يا جبار أجبرني، وعندما تسأله بأن يعفو عنك تقول: يا عفو أعفو عني.
- وإذا أردت النصر على من ظلمك تقول: يا قوي يا عزيز يا جبار انصرني.
- فلا يناسب أن تقول اللهم انصرني يا غفور يا رحيم! لأن الرحمة والمغفرة لا تناسب ما دعوت به.
- ودعاء الله تعالى ينقسم إلى قسمين:
أولاً: دعاء مسألة كما في الأمثلة السابقة.
ثانياً: دعاء عبادة وهو أن تتعبد الله تعالى بالدعاء، وهو أكثر أجراً وعملاً من دعاء المسألة - بحيث تتقرب إلى تعالى بأسمائه مثل ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله كبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وغيرها، فهذه ليست أدعية مسألة إنما هي دعاء عبادة توجر عليها لأنك تتقرب إلى الله تعالى بتحميده وتنزيهه وتقديسه وتمجيده وهو أعظم من دعاء المسألة لأن دعاء المسألة خاص بالسؤال والطلب فقط بينما دعاء العبادة عام ويكون في أي وقت وأي مكان.
- وبناء على ذلك فعلى قدر ازدياد معرفتك بأسماء الله تعالى يزداد إيمانك ويقينك وحسن ظنك بالله تعالى.
- فحفظ أسماء الله تعالى وفهم معانيها وتدبرها يعتبر من أشرف العلوم في الإسلام وأجلها وأرفعها قدرا، وقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بفضل ومكانه من يحفظ أسماء الله الحسنى فقال عليه الصلاة والسلام: "(إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ".) متفق عليه.
- وإحصاؤها يعني: حفظها غيباً، ومعرفة معانيها، والعمل بمقتضاها وبما اشتملت عليه من قيم عظيمة، والدعاء بها لله تعالى.
وقد اتفق أهل العلم بأن اسم الله هو الاسم الأعظم الذي تفرد به الله سبحانه وتعالى وخص به نفسه وقد جعله أول أسمائه، الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعِي به أجاب،:
- وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه (سمع رجلًا يقول اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إله إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكنْ له كُفُوًا أحدٌ فقال: لقد سألتَ اللهَ باسمِه الأعظمِ)
- فإذا أردت أن تدعوا الله تعالى فتوسل إليه بأسمائه الحسنى واسأل الله عن حاجتك وألح بالسؤال إلى الله تعالى وأحسن الظن به وتوكل عليه وأرضى بما قسمها الله لك فإن من أسباب إجابة الدعاء هو حسن الظن بالله تعالى والرضا واختر من أسماء الله الحسنى ما يليق بالدعاء والطلب والحاجة التي تريدها.