كيف يعبر رسامو الكاريكاتير المغربي عن قبح الواقع ومن هم الأشهر في هذا المجال

1 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
١٧ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
إن الكاريكاتير في المغرب لم يتحقّق ظهوره سوى خلال العقد الثالث من القرن الماضي، حين أصدر صحافي يدعى “ميسة” صحيفة ” مجلة المغرب” فاتحاً الباب لظهور منابر كاريكاتيرية ساخرة أخرى، أبرزها “مجلة الاثنين” و”المطرقة”.

بالنظر إلى مكانة هذا الفن ضمن باقي الإبداعات في العقود الاخيرة، أصدر الفنان والباحث التشكيلي المغربي إبراهيم الحيسن، كتابا بعنوان “الكاريكاتير في المغرب: السخرية على مِحك الممنوع”، يتناول موضوع السخرية والسخرية الأيقونية، والكاريكاتير المصطلح والسياق، وتجربة الكاريكاتير في المغرب.

“اليوم، يكاد أن يكون تقريباً، لكل منبر إعلامي مكتوب أو موقع إلكتروني، رسام كاريكاتير خاص به، يمده يومياً بما تجود به ريشته من لذعات حادة، تنتقد تقلبات الأوضاع السياسية، والتحولات الاجتماعية، مع تفاوت ملحوظ، إن جاز التعبير، في مساحات حرية التعبير، حسب خطوط التحرير”.

ورغم العراقيل التي قد تنتصب في وجهه من طرف بعض العقليات الرافضة لكل مظاهر التغيير، فإن الكاريكاتير لم يعد مكتفياً بالصحافة المكتوبة والإلكترونية، كنافذة يطل منها يومياً على المتلقي، فقد سعى لاقتحام آفاق أخرى مثل المسرح (تجربة عبد الحق الزروالي مع رسوم العربي الصبان في إحدى المسرحيات) وكذا الشاشة الصغيرة من خلال مشاركة لحسن بختي في حلقات بعض برامج القناة الثانية، وخالد الشرادي في قناة “ميدي 1 تي في”. ولم يكتف الكاريكاتير بذلك، بل امتد ليشمل الملتقيات والمعارض الفنية، حتى أصبح له موعد سنوي يتم الاحتفاء فيه برموزه وفنانيه، في ملتقى شفشاون للكاريكاتير والإعلام، الذي تقف وراءه جمعية “فضاءات تشكيلية” برئاسة الفنانة نزيهة بشير العلمي، ومساندة محمد أحمد عدة، مدير الملتقى، ودعم الفنانين محمد الخزوم، وعبد الغني الدهدوه، وخالد الشرادي، وغيرهم من ممارسي هذا الفن الجميل.

إذن يعري فنان الكاريكاتير المغربي الواقع ويفضح قبحه وهشاشته، ينتقد الممارسات الاجتماعية والسياسية، وبريشته اللاذعة وأسلوبه الساخر يضع الأصبع على الجراح الملتهبة؛ فينتزع من الجمهور ابتسامة متهكمة ومريرة.

أما بالنسبة للفنانين من الجيل الجديد، فتعرف الساحة المغربية اليوم غنى وتنوعاً في التجارب الفنية، تعكس حيوية وتطورا كبيرين في فن الكاريكاتير، ويكفي ذكر أسماء بعض الفنانين الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة، مثل: خالد الشرادي، خالد كدار، عبد الغني الدهدوه، محمد الخو، أبو علي، بونيلا، رهام الهور.

 

المراجع:

-مقال الكاريكاتير في المغرب: ذاكرة السخرية وتعرية التابوهات / نجيب مبارك.

-مقال السخرية المريرة.. كيف يفضح الكاريكاتير المغربي قبح الواقع؟/سناء القويطي, موقع الجزيرة

-مقال الكاريكاتير في المغرب: السخرية على محك الممنوع برؤية ابراهيم الحيسن/الطاهر الطويل