كيف يسهم تخصص القانون في بناء الشخصية من الناحية السلوكية والثقافية والقيمية؟

بصفتي محاميا , و دارسا للعلوم القانونيه , اري ان القانون له اثر كبير في بناء شخصية الانسان , من العديد من الجوانب , فبداية من الناحية السلوكية , فكون الانسان عالما بنصوص التجريم و نصوص العقاب , و لديه العلم بما له من حقوق و ما عليه من واجبات , انما يدعو ذلك الي تقويم سلوكياته , و التزامها بقواعد الاخلاق التي تعد و لا شك احد مصادر القاعدة القانونية . 
و اما من الناحية الثقافية , فأن دراسة العلوم القانونية تستتبع دراسة العديد من الامور الاخري التي قد لا يكون لها علاقة بالقانون , فدراستك لقانون العقوبات و عملك في قضايا الاعتداء علي النفس البشرية سواء بالضرب او الجرح او القتل , يفترض معه وجود بعض الثقافة الطبيه لديك لا سيما فيما يخص الصفة التشريحية للأنسان , بل و دراستك لكافة سلوكيات الانسان السيئة و اسباب تجريمها , انما يدعوك لتفهم طبيعة البشر اكثر , و ينمي لديك العديد من الثقافات و العلوم . 
و اما عن الناحية القيمية , فأن دراسة القانون ترسخ لديك العديد من القيم الهامة , و اهمها العدالة , فأن تدارست القانون و عملت به فعليا , ستري ردود فعل قد تستغربها حين تشعر ان هناك ظلم واقع علي انسان , بل و اضف علي ذلك القيم الاخلاقية الخاصة بالوطنيه و دفاعك عن المظلوم , و بل و اهتمامك بتطبيق احكام القانون و غيرتك علي انتهاكه . 

يعتبر القانون هو سيد العلوم فهو بحر من الاختصاصات ويشمل جميع التخصصات وله فروع عدة مرتبطة مع شتى المجالات فالقانون ينظم الصحة والعمل والتجارة والشركات والضرائب والأحوال الشخصية وغيرها من المجالات .... فلا شك أن معرفة الشخص بالأمور التي تحكم تلك المجالات وغيرها يخلق لدى الشخص معرفة عامة وهامة تخلق لدية وعي وثقافة في حياته وتؤثر في سلوكه ومنهجه في الحياة وأيضا يقوي شخصيته ويبنيها بشكل علمي وقوي . 

يتأثر الناس بأي وظيفة يقومون بها لانها تصبح جزء من هويتهم ودراسة القاون من أكثر التخصصات التي تترك انطباعاً في شخصية الفرد لأنه كمحامٍ مستقبليّ بحاجة إلى مجموعةةمن الخصال التي تتطور فيه لتساعده على أداء مهمته أولها الثقة بالنفس والقدرة على توكيد الذات والقدرة على الإقناع والتحدث بطلاقة ، كما أن الفرد يصبح قادراً على الربط بين الأحداث بطريقة تختلف عن الطرق الاعتيادية وطبعاً بما أنك تدرس القانون وتسعى لتطبيقه سينمو حس الضمير في الفرد وينعكس هذا على تصرفاته التي يجب أن تكون مستقيمة حتى لا يرى الناس التناقض بتصرفاته فرجل القانون يحققه لا يكسره .