كيف يختلف فسخ العقد الشرعي عن الخلع وما الذي يترتب على كل منهما

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 المقصود بفسخ العقد الشرعي هو ( الطلاق ) ويمكن صياغة السؤال بالطريقة التالية : ما الفرق بين الطلاق والخلع وماذا يترتب على كلا منهما؟
1- الطلاق بيد الرجل ، بينما الخلع يكون بيد المرأة - فالله تعالى جعل الطلاق للرجال لأنهم قوامون على النساء، ولا تستقيم الحياة لو كان الطلاق بين المرأة - رغم أن بعضاً من أهل العلم أجاز أن يكون الطلاق بيد المرأة إن هي اشترطت ذلك في العقد ووافق عليه الزوج - وجعل الله تعالى الخلع بيد الزوجة كمخرج لها إذا تعسرت الحياة بينها وبين زوجها ولا يريد طلاقها بنفس الوقت.

2- الطلاق يكون على مراحل :
- الطلاق الرجعي: والهدف منه الرجوع إلى الزوجة وليس طلاقها إنما هو وسيلة من وسائل علاج نشوز الزوجة، وتبقى في بيت زوجها مدة العدة وهي ثلاثة قروء أو حيضات ويرجعها بدون رضاها بقوله أرجعتك إلى عصمتي أو أن يقوم بجماعها.
- الطلاق البائن بينونة صغرى: وهو أن يطلقها الزوج طلقة واحدة أو طلقتين وتنتهي عدتها ولا يقوم بإرجاعها أثناء العدة، فهذا يترتب عليه أن تنتقل الزوجة إلى بيت أهلها إذا أرادت ولا يستطيع إرجاعها إلا بمهر وعقد جديدين ويشترط رضاها .
- الطلاق البائن بينونة كبرى : وهو أن يطلقها ثلاثة طلقات متفرقات وتنتهي عدتها ولا يراجعها أثناء العدة، وهنا تنتقل إلى بيت أهلها ولا يستيطع الزوج إرجاعها إلا أن تنكح زوجاً غيره ويذوق عسيلتها - يعني أن يتم الدخول بها - ثم يطلقها زوجها الثاني وبدون إتفاق مسبق بين الزوجين، ثم يتقدم إليها ويخطبها من جديد بعقد ومهر ويشترط رضاها.

- أما الخلع : فيكون من خلال مرحلة واحدة فقط ، وهي أن ترفع الزوجة أمرها إلى القاضي فيطلقها القاضي تطليقة واحدة.

- والخلع يُعدُّ طلاق بائن (والطلاق البائن إما أن يكون بائن بينونة صغرى وإما أن يكون بائن بينونة كبرى) ويترتب عليه ما يترتب على الطلاق البائن كما بينّا سابقاً.

3- في الطلاق الزوج هو المكلف بالمهر كاملاً للزوجة أن طلقها بعد الدخول، وبنصف المهر إن طلقها قبل الدخول، كما أنه مطالب بالنفقة عليها وعلى عيالها إذا كان لديه أولاد منها.
- بينما في الخلع: فالزوجة هي التي ترد عليه مهره - ليتمكن من الزواج من زوجة أخرى - ولأنه لا يريد الطلاق، وهذا ما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ثابت بن قيس مع زوجته التي طلبت الخلع منه ، فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك شرط أن ترد عليه ما أمهرها إياه، فعن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة.