في البداية، لقد الله عز وجل الإنس والجن لعبادته، والجن كلهم مكلفون كالإنس، منهم المؤمن ومنهم الكافر، والتكليق يقتضي منهم، أن يقوموا بالعبادة، من صلاة وطلب العلم، والصلاة لا تكون بغير قراءة القرآن الكريم.
ولقد ورد في القرآن الكريم، أن هناك نفر من الجن كانوا يستمعون إلى القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: " قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَد" سورة الجن / 1-2.
وقال الله تعالى: " وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ" سورة الأنعام / 29-30.
ولقد ورد في السنة النبوية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى طائفة من الجن، يعلمهم الإسلام ويقرأ عليهم القرآن الكريم. ودليل ذلك حديث عَلْقَمَة حيث قال: سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ: هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوْ اغْتِيلَ، قالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَقَالَ (أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ).
وبناء على ذلك، يتبين لك أن الجن مكلف مثلنا، والمسلم منهم يقرأ القرآن، ويؤمن به، ويعبد الله وحده، وتصرفه عند سماع القرآن يعتمد على إيمانه أو كفره.
المصدر
الإسلام سؤال وجواب