وردد ذكر العديد من الحيوانات والطيور في الكتاب المقدس في عدة مواضع، والديك واحدة من هذه الطيور، إلا أنه لم يتم ذكره في العهد القديم، واقتصر ذكره في العهد الجديد ارتباطاً بصياحه، أي أن مواضع ذكره للدلالة على صوت الصياح في أوقات محددة، للتدليل على الوقت.
من أبرز ما اقترن به صياح الديك، هو قصة التلميذ بطرس للمسيح وتنبؤ المسيح بذلك قبل وقوعه وتدليله على زمن وقوع الأمر بصياح الديك، وقد وردت هذه القصة في الأناجيل الأربعة المعروفة:
- إنجيل متى: ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ".
- إنجيل مرقس: ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
- إنجيل يوحنا: أَجَابَهُ يَسُوعُ: " أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (يوحنا 18/1): بَعْدَمَا انْتَهَى يَسُوعُ مِنْ صَلاَتِهِ هَذِهِ، خَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَعَبَرُوا وَادِي قِدْرُونَ.
- إنجيل لوقا: وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. وَقَالَ لَهُمْ: "اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ إِنَّ الدِّيكَ لاَ يَصِيحُ الْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي". ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً.
في هذه النصوص استدلال على أن الديك لا يصيح حتى يقوم بطرس بإنكار المسيح، وتحقيق نبوة المسيح. وبذلك نجد أن دلالة ذكر الديك في الكتاب المقدس مرتبطة بهذه النبوءة ووقت تحققها.
وأما بالنسبة لسبب عدم ذكر الديك في العهد القديم، يرجع إلى الوقت الذي عرف الديك في مصر وفلسطين، حيث أن الديك من الطيور التي لم تكن منتشرة في فلسطين، فهي طيور آسيوية وجدت في إندونيسيا والهند، ويُعتقد أنه دخل إلى فلسطين عن طريق الرومان، حيث أنهم كانوا يربونه للطعام، بالإضافة إلى مصاراعات الديكة التي كانوا يعقدون مباريات خاصة لها.