كيف نفصل بين الحرية الشخصية وبر الوالدين؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
قضية للنقاش
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يمكن الفصل بين الحرية الشخصية وبر الوالدين بمعرفة ما لديك من حقوق وواجبات اتجاه الوالدين ومن ثم وضع فهم واعي للحرية والالتزام بما في الحرية من حدود.
وإليك الحقوق والواجبات التي لا بد من مراعاتها عند التعامل مع الوالدين والتي تسمح لك 
فيما بعد بوضعها ضمن مفهوم الحرية والحدود التي التي يجب التعامل معها:
الواجبات:

  • إظهار الاحترام والتقدير؛ على الأبناء إظهار الاحترام للواليدن ويتضمن هذا الاحترام، تقدير ما لدى الولدين من قيمة بين الناس، محاولة تقبل ما لديهم من وجهات نظر ومناقشتها بالحسنى وعدم مقابلتها بالاستخفاف والإهانة، والبعد عن التعنيف اللفظي والجسدي، فلا يمكن أن تقول بأنك لك الحرية الشخصية والرأي الشخصي وأنك لك شخصية مستقلة هنا،

  • الإنفاق على الوالدين؛ من واجب الأبناء على الآباء الإنفاق في الكبر، خاصة في حال كان الوالدين بحاجة لهذا الانفاق فلا يمكن لك أن تتمتع بحرية بأموالك الشخصية دون تخصيص جزء من هذه الأموال للوالدين،

  • تحمل ما يصدر عن الأهل من سلوك سلبي؛ حتى تتمكن من التعامل مع الأهل بالحسنى وتتقبل ما يصدر عنهم من أمر سيء وإن كان يتعارض مع رغباتك أن تتحمل ما يصدر عنهم، دون أن تؤذيهم بطريقة نفسية، والعمل على أمورك الشخصية كما تشاء، لكن في حال كان النصح والإرشاد من قبلهم في نظرك سلوك سلبي هنا عليك إعادة النظر في مفهومك لذاتك وللقيم والمبادئ لديك.


الحقوق:

  • تقديم الرعاية اللازمة إلى أن يصل المولود لسن الرشد والبلوغ؛ يكون الإنسان قادر على رعاية نفسه عندما يصبح بالغ عاقل راشد وهذا الأمر يعني أن الإنسان قد يظل تحت راعية والديه لسن متأخر بالإنسان العاقل الراشد هو إنسان اكتسب من خبرات الحياة الكثير، فالعقل لا يعني القدرة على رؤية النفس قادرة من منظور شخصي وإنما يعني رؤية النفس قادرة بناء على اكتساب المهارات المختلفة بناء على دلائل وبراهين تخضع للعلم والقيم والمبادئ والعقائد.

  • التوجيه والإرشاد؛ على الآباء حق توجيه الأبناء لكل ما هو صواب وخير مما يساعد على تكوين الشخصية ويساعد على اكتساب الاستقلالية عند الكبر، وحتى يتمكن الأبناء من يكملوا مسيرة الحياة وسنة الحياة في الاستخلاف في الأرض.


بعد معرفة هذه الحقوق والواجبات يمكن وضع مفهوم واضح للحرية الشخصية بحيث يتم مراعاة هذه الأمور السابقة فمهما كانت الحرية ذات معنى إيجابي إلا أنها لا يمكن أن تكون مطلقة فالحرية في نهاية الأمر ومهما كانت هي محكومة بما لدينا من توجهات ومعتقدات ومبادئ وعليه وحتى تحدد ما لك من حرية بطريقة لا تتعارض مع بر الوالدين عليك:

  • إن تكن واضح مع نفسك؛ تحديد ما تريد من العلاقة الوالدية بينك وبين الوالدين يساعدك على تحديد الأمور المزعجة والحديث عنها مع الوالدين ووضع الحدود بطريقة لا تتعارض مع واجباتك، وبتالي ممارسة حريتك الشخصية.

  • اعرف ما لديك من شعور وحاول أن تكون حازمًا؛ الوضوح بما لديك من مشاعر سب في تحديد احتياجاتك وتحديد طرق التعامل معها بطريقة سليمة دون إلحاق الأذى بالآخرين، اعلم أنه عند ممارسة الحرية الشخصية عليك أن تحتفظ بالهدوء وتتمتع بمهارات الحوار السليم، والمرونة والتقبل، وتطور قدر من الرحمة والغفران، هذه الأمور تجعل من الحرية الشخصية مع الأهل أمر متقبل حيث إنها لا تؤذيهم ولا تتعارض مع حقوقك أو واجباتك.

  • رؤية الحرية من منظور تقديري؛ الحرية لا تعي أن تتجاوز حدود الاحترام بينك وبين الأهل أو بين الآخرين ففي الوقت الذي تتخلى فيه عن قيمة التقدير والاحترام ستخسر ما لديك من حرية شخصية.


ومن وجهة نظر شخصية أرى الفصل بين الحرية الشخصية وبر الوالدين يكون بتحديد ما لدينا من مبادئ وقيم وتوجهات ومعتقدات عامة واجتماعية ومن ثم إخضاعها لما لدينا من مفهوم حرية شخصية، حيث لا يمكن أن أقول بأن لدي قيم وتوجهات شخصية واريد ان اجعلها في مرتبة أعلى من القيم العامة المجتمعية والثقافية، كأن أتعامل مع الوالدين بشكل مساوي لتعاملي مع الأصدقاء لأنني أمتلك مبدأ المساوة بين الناس ولا فرق بين أحد وآخر، هذا الأمر يفقدك الحدود الثقافية والهوية المجتمعية والتي تجعل من حريتك الشخصية منتقلة إلى مرحلة أخرى تختلف تمامًا عن مفهوم الحرية وهي الوقاحة.
فالحرية الشخصية من وجهة نظري مطلقة ما دامت:

  1. تتفق مع المحيط وتخضع لإطار قيمي محدد.
  2. ليس فيها أي تعدي على الآخرين نفسيًا وجسديًا.
  3. تعطي القيمة والقدر لصاحبها قبل الآخرين.

المصدر:
  1. واجبات الأبناء نحو آبائهم 
  2. حقوق الأولاد على الوالدين في الشريعة الإسلامية
  3.  Steps To Setting Healthy Boundaries With Parents (And What That Looks Like)