قديما كان الإنسان يسجل جميع مشاهداته وملاحظاته في سجلات تستخدم للتوثيق، ويعمل على الاحتفاظ بها في أماكن معينة، وهذا كان سبب في بدء ظهور المكتبات، وقد اشتهرت قديما عند شروق شمس الحضارة الإسلامية عدة مكتبات مثل: مكتبة بيت الحكمة في بغداد، ومكتبة سيف الدولة في الشام، ومكتبة قرطبة في الأندلس.
ومع مرور الوقت وحدوث الانفجار المعرفي والتقني وتضخم الإنتاج الفكري لم تعد تستوعب المكتبات ذلك وتلبي حاجة الباحثين في الحصول على المعلومة بسرعة ودقة؛ فكان لابد من البحث عن فكرة وجود مركز متخصص يتحكم في الكم الهائل من المعلومات، وتصنيفها والعمل على تنظيمها وتسهيل الحصول عليها عبر تقنية متطورة حديثة ألا وهي مراكز المعلومات.
تنقسم مراكز المعلومات لعدة أقسام وفقا للخدمات التي تقدمها إلى المكتبات ومراكز التوثيق ومراكز الإرشاد، ونقاط التحول المركزية، ومراكز خدامات المعلومات، ومراكز تحليل المعلومات، سأتطرق لها تفصيليا كما يلي:
أولا: المراكز الموسوعية
يتم جمع فيها كل المعلومات التي تتعلق بموضوع محدد، كما تعمل على اقتناء وتخزين المواد التي تختص بها مثل الفهارس، وتقديم الخدمات الورقية، ونشر المعلومات الورقية، واتخاذ نظام ايداع لا مركزي لتسهيل الوصول إليها.
من أشكالها المكتبات القومية التي تعمل على اقتناء وتخزين المطبوعات داخل الدولة، كما تخزن المصادر من الكتب والدوريات والخرائط، ومثال على ذلك مكتبة الإسكندرية التي تشكل نموذج لمكتبة قومية تضم في طياتها متحف للعلوم وقبة سماوية داخل المكتبة وقاعة للمؤتمرات مجهزة بوسائل سمعية بصرية والترجمة الفورية.
ثانيا: مراكز التوثيق
تعمل على تجهيز المعلومات وتلخيص المصادر الأولية والثانوية وفرزها وتقييمها، كالمطبوعات والوثائق، ويضم مركز التوثيق عدة أقسام: الوحدة الإدارية، وحدة التوثيق، وحدة النشر، والمكتبة.
ثالثا: مركز تحليل المعلومات
يتواجد في مركز البحوث، ويقوم بالعمل في داخله مجموعة من العلماء في شتى المجالات ومجموعة من مختصي التقنية، الذين يعملون على جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها وتخزينها في ملفات وجداول، بحيث تزود العميل بمعلومة موثقة، ومن الخدمات التي يعنى بها هذا المركز التنمية الاجتماعية مثل التعليم والصحة والنقل، وتوليد الطاقة النووية، وتحلية مياه الري، وتنمية الموارد المائية واستغلالها، بحيث يقوم المركز بمتابعة كل ما هو جديد فيما يتعلق بذلك.
رابعا: مراكز البيانات
تعنى بالبيانات الخام والنتائج الجزئية للظواهر الطبيعية كالفضاء وطبقات الجو والبحار، وما يتعلق بالإنسان والمواد والسلع، وهو مرادف لمفهوم مركز تحليل المعلومات.
خامسا: مراكز البث الانتقائي للمعلومات.
تعمل على توزيع الوثائق والمعلومات بمبادرة من القائمين عليها، وليس بطلب من المستفيد، مثال على ذلك الخدمات المكتبة التقليدية المتوفرة بكثرة حاليا، بحيث تشكل هذه المراز الوسيط بين المستفيد ومن يعد التسجيل الورقي، وتربط بين ما يتم نشره من إنتاج فكري في عدة مجالات واهتمامات واحتياجات المستفيد، وتحتوي على التراث الثقافي والإنساني، وتحتوي على كتالوج إلكتروني للتعامل مع المخطوطات، وقسم للوسائط المتعددة والخرائط والاستماع الموسيقي، ومتحف للخطوط.
تسعى مراكز المعلومات إلى توثيق وتنظيم المعلومات ومصادرها عبر جمعها وحفظها وتنظيمها واسترجاعها ونشرها وتداولها باستخدام الفهارس والكشافات والمستخلصات التي تسهل البحث عليها والوصول إليها، وهي إما مراكز مستقلة مثل المكتبات، أو مراكز تتبع لمؤسسات مختلفة اقتصادية، إدارية، علمية، ثقافية، وغيرها، بحيث تقدم خدمات معلوماتية للمستفيدين بعد القيام بجمعها وتنظيمها باستخدام الوسائل التقنية.
كما يشير مصطلح مركز المعلومات إلى هيئة تعمل على جمع وتجهيز البيانات والمعلومات وبثها المعلومات باستخدام تقنية تقدم خدمات المعلومات وهي: المكتبات وتجميعات الكتب، ومراكز تقديم خدمات الاستخلاص والتكشيف، ومراكز تقديم خدمات تحليل البيانات في عدو مجالات.