كيف نرد على ادعاء أن استعانة سيدنا يوسف عليه السلام بالساقي تخالف توكله على الله تعالى

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٠٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
هذه واحدة من الشبهات التي ترد على الإسلام فيما يخص الأنبياء عليهم السلام.

الشبهة هي كالتالي:

هناك من يدعي أن استعانة يوسف عليه السلام بالساقي عندما طلب منه أن يذكره عند الملك، تخالف توكله على الله، واستدلوا على ذلك من قول الله تعالى: "اذكرني عند ربك" سورة يوسف / 42. ويزعمون أن استعانته بالساقي سبب عاقبه الله عز وجل عليه، بأن لبث في السجن بضع سنين، ويقولون أن يوسف في هذه القصة لم يكن متوكلاً على الله ولهذا استعان بالساقي.

الرد على هذه الشبهة كالتالي:

-        أولاً: الأخذ بالأسباب شيء ثابت بالدين، ومن أخذ بالأسباب في موضوع معين لا يعني أنه لا يتوكل على الله بل الأسباب هي من عند الله عز وجل أصلاً ولولا توكل عليه ما يسر تلك الأسباب من الأساس،ولهذا فإن طلب يوسف عليه من الساقي ذكره عند ربه هو من الأخذ بالأسباب.

-        ثانياً: الأخذ بالأسباب والتوكل على الله يعني إيماننا بأنه يعرف ماهو خير لنا أكثر من أنفسنا، ولذا فإن مكوث يوسف بالسجن مدة محددة لا يعني أن الله عاقبه، بل هو بحكمته يرف الوقت المناسب لخروج يوسف عليه السلام، ولهذا تركه في السجن، وتمام القصة يظهر حقيقة ذلك.

وهنا دعني أوضح لك المقصود بقول الله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام "اذكرني عند ربك"، ومعناه أن يقص على سيده قصته، ويذكر عنده أن يوسف عليه السلام مظلوم في السبب الذي وضع في السجن لأجله. والشيطان جعل الساقي ينسى ذكر يوسف عليه السلام عند الملك، ولهذا بقي يوسف عليه السلام في السجن لمدة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن قول يوسف عليه السلام لذلك، حتى يتوصل إلى إظهار براءته أمام الملك والناس، فسبب وضعه بالسجن هو الإيهام بأنه هو المعتدي على إمرأة العزيز عندما أغلقت عليه الباب، ولقد حسبه كثير من الناس هو المعتدي، فأراد الله عز وجل  أن يظهر للجميع براءته وأنه لم يقدم على ذلك الفعل.

والخلاصة، أن فعل يوسف عليه السلام كان مما يندر ج تحت باب الأخذ بالأسباب، وحسب ما أورد العلماء، فإن هذا يعتبر من مخالفة الولى، لأن الأنبياء علاقتهم مباشرة مع الله، وأما الأسباب فهي لعموم البشر،لكن بالغرم من ذلك، فهذا لا يطعن في عصمة الأنبياء.

المصدر