جزيرة العرب, أرض العرب, الجزيرة العربية أو شبه الجزيرة العربية جميعها تسميات للمنطقة ذاتها, تقع جنوب غرب آسيا عند تلاقي قارة آسيا مع افريقيا, امتازت بأرضها الصحراوية ومناخها الجاف الحار, وتميزت مجتمعات شبه الجزيرة العربية بعدة مزايا من شمالها لجنوبها, أذكر لك بعضاً منها:
القبلية, تميزت شبه الجزيرة بأكملها بنظام القبلية, فتكونت من قبائل كبيرة وعريقة وتعددت هذه القبائل وتنوعت, وكما نعلم أن نظام القبيلة قائم على التماسك, فكل قبيلة مسؤولة عن أفرادها في اليسر والعسر, وكما نقول في المثل العامي :"انا واخوي ع ابن عمي, وانا وابن عمي للغريب".وارتبطت القبيلة بالعصبية فرابطة الدم والقرابة تعلو على كل شيء, فكانوا ينصرون بعضهم البعض سواء كانوا ظالمين أم مظلومين نتيجة هذه العصبية القبيلة, فكانوا قبائل متماسكة في ذلك المجتمع آنذاك.
الشجاعة والكرم, فامتاز العرب قبل السلام وبعده بهما, فكانوا مثلاً يشعلون نار القِرى ليلاً ليستدل التائه على مكان وجودهم فيقروه أي يستضيفوه, وكانوا يطعمونه أجود أنواع اللحم ويذبحون الذبائح حال وصوله ويستضيفونه عندهم بالأيام والليالي, ويجيرون الملهوف فإن احتمى بأحد القبائل فلا يمكن لأحد إيذاءه .
الثأر, تميزت مجتمعات الجزيرة العربية بعادة الثأر وهي امتداد للعصبية والقبيلة, فلم يكن دم أحد من أفراد القبيلة يُراق دون وجه حق وترك القاتل ينجو بفعلته, أيضاً كان يمتد الثأر لأجيال وأجيال إن لم يؤخذ من الفاعل, ومرات حتى إن أُخذ فالقلوب لا تتصافى, وكان هذا عامل ضعف وقوة لهم في الوقت ذاته, فكان يسبب الفرقة والعداة بين القبائل بدلاً من أن يتماسكوا ويتحدوا مع بعضهم ضد عدوهم.
الطبقية, امتازت المجتعات آنذاك بوجود طبقة الأسياد وطبقة العبيد أو الرقيق والجواري, وكان يظل العبد مأسوراً في عبوديته إلي أن يحرره سيده..
وعندما جاء الاسلام نظم هذه المجتمعات, وألغى الظواهر السلبية وعزز الايجابية منها فخفت السلبية حتى أوشكت على الاختفاء ..
139 مشاهدة
