لا يمكن أن ننكر أن الهاتف المحمول أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يمكن فقدانه أو الاستغناء عنه، ويملك كلٌ منّا هاتفًا محمولًا واحدًا على الأقل، والهاتف المحمول كغيره من أدوات التكنولوجيا الحديثة التي ساعدت على تسهيل حياتنا وبالمقابل جاءت لنا بالعديد من السلبيات والأمراض والمشكلات الاجتماعية مما لم نكن نتوقعه.
إيجابيات الهاتف المحمول
قديمًا لم نكن نملك سوى الهاتف الأرضي وكنا متأقلمين مع الحياة بتلك الطريقة؛ فإذا خرج ابنك في رحلة أو سفر لا يمكنك الاطمئنان عليه حتى يعود أو إلى أن يصل إلى خط اتصال عام يمكنه من خلاله مكالمتك، إذا كنت في طريقك إلى مكان جديد عليك وضللت الطريق؛ كنت تلجأ إلى سؤال المارة عن وجهتك، أما مهامك وجداول مواعيدك يتم تدوينها في أجندة خاصة.
كل هذا تغير بعد أن ظهرت الهواتف المحمولة بميزاتها المتنوعة وأسعارها المقبولة حيث سعى الجميع لشرائها في البداية لمواكبة العصر، ثم أصبح الأمر حاجة ملحة لا يمكن تخيل الحياة دونها؛ فالهواتف المحمولة حاليا تساعدنا في العديد من النواحي:
- التواصل مع الآخرين: باستخدام الهاتف المحمول يمكنك التواصل مع من تريد في أي وقت وفي أي مكان حتى لو كان هذا الشخص في الطرف الآخر من العالم؛ يمكنك إجراء المكالمات بكبسة زر واحدة مع إمكانية إجراء مكالمات الفيديو، ولذلك لم تعد الغربة إلى بلد أجنبي بتلك الصعوبة بالنسبة للأهل.
- تحديد الموقع الجغرافي: هاتفك المحمول في جيبك إذًا يمكنك الوصول إلى أي مكان؛ كل ما عليك فعله هو تحديد المكان الذي ترغب بالوصول إليه وسيتولى هاتفك المحمول مهمة إيصالك حيث تريد.
- التعلم: ربما لم يكن الهاتف المحمول ذو أهمية كبيرة للتعلم قبل عامين؛ ولكن بعد أن اجتاحت الكورونا دول العالم واضطرتنا لالتزام منازلنا ظهرت الحاجة للتعلم عن بعد عن طريق منصات تعليمية حكومية وخاصة يتم التواصل من خلالها بين الطالب وأستاذه عن بعد باستخدام الهاتف المحمول أو أجهزة الحاسوب المختلفة سواء لطلاب المدارس أو حتى طلاب الجامعات والكليات والمراكز التعليمية.
- التحكم بالأعمال وحفظ المعلومات: فبوجود الهواتف الذكية لم تعد هناك حاجة للأجندة للتذكير بالمواعيد وحفظ أرقام هواتف العملاء فكل ذلك يمكنك الاحتفاظ به في هاتفك، إضافة إلى القيام بالمعاملات البنكية ودفع الفواتير والضرائب من خلال برامج خاصة تُحمّلها على هاتفك الذكي لتسهيل حياتك.
- الترفيه: فالهاتف المحمول يحتوي على العديد من خيارات الترفيه للصغار والكبار كالألعاب المختلفة وإمكانية مشاهدة الفيديوهات والبرامج والأفلام.
سلبيات استخدام الهاتف المحمول
وكما كل شيء له إيجابياته كذلك له سلبياته؛ وتشمل آثارًا سلبية على صحة الفرد وعلاقاته الاجتماعية والأسرية إذا استُخدم بطريقة خاطئة:
- العزلة الاجتماعية: فالإدمان على استخدام الهاتف المحمول يجعل الشخص منعزلًا عن أسرته، يركز على وسائل التواصل الاجتماعي وينسى التواصل الحقيقي مع الأشخاص المحيطين به؛ مما يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها تبدأ بالتفكك الأسري وتنتهي بالإدمان والاكتئاب.
- الآلام المزمنة: الاستخدام المستمر للهاتف المحمول يسبب آلامًا مزمنة في العمود الفقري والرقبة والأكتاف قد تصل إلى التهابات مزمنة في العظام.
- أمراض العيون: يؤدي التركيز بشكل مستمر في شاشة الهاتف المحمول إلى زيادة الضغط على العين مما يؤدي إلى مشاكل تتمثل في جفاف العين وصعوبة التركيز لتصل إلى ضعف النظر.
الهاتف المحمول من الأجهزة التي أضافت سهولة وسرعة إلى حياتنا ولكن لا بد من التركيز على ضرورة الاستخدام الصحيح والمراقب خصوصًا للأطفال لتجنب الإدمان والأمراض المختلفة.