1- لقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وقد أرسى قواعد بناء الدولة الإسلامية الأولى بل لك ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أسس دولة قوية بكل أركانها القوية ( المنهج الرباني المتمثل بالدستور ، والشعب المخلص لهذا المنهج ، والأرض الصلبة والمكان والمحضن الآمن والقوي لهذه الدولة )
2- لم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم الحكم من بعده لأحد من أقربائه حتى لا يكون في هذا الدين عنصرية أو عصبية، ومن حكمة الله تعالى أن لا يموت أبناء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهم صغار السن - حتى لا يكون الحكم وراثياً بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
3- قام النبي صلى الله عليه وسلم يتعليم أصحابه مبدأ الشورى ومارسها معهم في كثير من المواقع والحوادث لتكون منهجاً لهم في حياتهم ، وفي اختيار من يتولى أمرهم من الولاة والحكام .
4- وبالتالي لم يعين النبي صلى الله عليه وسلم شخصاً معيناً رغم أنه أشار في أكثر من موقف على أن أبا بكر هو الأحق بالخلافة ومن ذلك قوله للصحابة أثناء مرضه -مروا ابا بكر فليصل بالناس - فهذا إشارة ضمنية من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر هو الأحق بالخلافة وإمامة المسلمين من بعده، ومع ذلك جعل الأمر مشورة بين أصحابه .
5- فبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تم اجتماع فوري للصاحبة رضوان الله تعالى عليهم في مكان يسمى سقيفة بني ساعدة لاختيار من يكون خليفة رسول الله وقائداً عاماً لهم وولي أمرهم ، فكانت جميع الآراء والأقوال تصب في مصلحة الصحابي الكبير أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمكانته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنه كان يتمتع بالمزايا التالية :
1- اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وزيراً ومستشاراً.
2- اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رفيقاً وصاحباً له في الهجرة النبوية.
3- أمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بأن يصلي بالناس في أثناء مرض النبي صلى الله عليه وسلم .لأنه أعلم الناس بأحكام الصلاة.
4- وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى أبا بكر رضي الله عنه على الحج قبل حجة الوداع .
5- بسبب مواقفه الكثيرة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ، وبذل كل ماله في سبيل الإسلام والمسلمين.
6- بسبب عتقه لكثير من الصحابة قبل وأثناء إسلامهم.
7- وهو أول من أسلم من الرجال.
8- وهو أول من صدّق معجزة الإسراء والمعراج.
9- وهو أول من جمع القرآن الكريم.
10- وهو أول من اشتهر بعلم النسب (وأنساب العرب)
- فبسبب ترتيبه الأول بين الصحابة الكرام -رضوان الله تعالى- من حيث الخيرية والأفضلية وشهادة جميع الصحابة له بذلك فقد استحق أن يكون أمير المؤمنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول!
-فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم " أخرجه البخاري في صحيحه.
- وفي رواية قال : " كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم " أخرجه البخاري
- وهكذا كان إختيار باقي الخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عليهم .