كيف تكون المضمضة الصحيحة في الوضوء وهل تستحب المبالغة فيها وهل يصح الوضوء بدون المضمضة والاستنشاق من الأساس؟

1 إجابات
profile/محمد-نهاد-يوسف-جابر
محمد نهاد يوسف جابر
كاتب مقالات دينية
.
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أما تعريف المضمضة والاستنشاق وفيه كيفيتهما، 
(وأنوّه أن هذا الباب مما اختلف فيه العلماء والفقهاء اختلافًا يسع الجميع)
فالمضمضة: هي إدخال الماء إلى مقدم الفم.
والاستنشاق: هو إدخال الماء إلى مقدم الأنف.
ففقط بمجرد إدخال الماء يحصل المضمضة والاستنشاق الصحيحان في الوضوء.

أما عن سؤالك في استحباب المبالغة في المضمضة فهو مستحب على حدٍ سواء سواء مع الاستنشاق؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا). رواه الترمذي. 
وهذا مذهب الشافعية، فقد ورد في مجموع الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في صفة المضمضة: 
"قال أصحابنا: كمال المضمضة أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه ثم يمجه (أي يخرجه)، وأقلها أن يجعل الماء في فيه (فمه) ولا يشترط المج، وهل تشترط الإدارة، فيه وجهان أصحهما لا تشترط، هذا مختصر ما قاله الأصحاب، وأما تفصيله، فقال الماوردي: المضمضة إدخال الماء مقدم الفم والمبالغة فيها إدارته في جميع الفم". 

والمضمضة والاستنشاق في الوضوء سنتان في كل وضوء سواءً أكان وضوءًا واجبًا، أو وضوءًا مسنونًا مستحبًا كتجديد الوضوء. 
ودليل من قال أنهما سنة هو قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (سورة المائدة الآية 6)
فقالوا أنّ المضمضة والاستنشاق لم يجبا لعدم ورودهما في الآية.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم.