قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة البقرة (275).
- وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه. وقال: هم سواء) رواه مسلم.
فقد حرم الإسلام الربا وجعله من السبع الموبقات والمهلكات لما له من أضرار كثيرة في المجتمع تتمثل بما يلي:
1- نشر العداوة والبغضاء بين الناس.
2- القضاء على روح التعاون والتكافل، جعل الأنانية وحب النفس هي المقصد الأول،
3- وجود طبقة مترفة في المجتمع، والتي تسعى إلى الكسب والربح دون تعب،
4- أنه يساعد في تضخيم أموال غير مشروعة، لا يحل فيها بركة الله، وتلك الأموال تساعد في إثارة الكره والحقد،
5- والربا وسيلة لجلب الاستعمار، والمقصود منه الاستعمار الاقتصادي، فيتسبب في سيطرة رأس مال شخص معين، يتغذى على استغلال الحاجة ونشر الذريعة، مما يؤدي إلى انهيار اقتصاد كامل، كما أن المصارف التي تتعامل بالفائدة من هذا النوع، لا تدوم وتسقط، أو يحل على أصحابها الهلاك.
6- وجود التفاضل بين السلع المتبادَلة، مما يؤدي إلى عدم وجود ضوابط للبيع، وانتشار البيعات المحرّمة.
7- لقد حرم الإسلام الربا الذي يجعل بعض الناس يتحكمون في بقيتهم! وجاء ببديل عنه وهو نظام الزكاة العالمي والقائم على تنمية المال بالحلال، وإعطاء حق الفقير منه بحيث لا يبقى فقيراً على وجه الأرض حتى ولو كان كافراً!!!.
- فعندما طُبق نظام الزكاة في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه، لم يجدوا فقيراً واحداً في دولة الإسلام الممتدة غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً لكي يعطى من مال الزكاة، وفاض المال حتى نشروا القمح فوق الجبال ليشبع الطير!!! فكان اقتصاداً قوياً وكانت الدولة قوية ومهابة.
- واليوم لا مخرج للمسلمين من أزماتهم المالية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية إلا من خلال تطبيق الزكاة بإنشاء صندوق عالمي للزكاة يحفظ للأمة كرامتها وهيبتها ويعود عزها ومجدها مجددا!!
- أما بخصوص كفارة الربا فقد قرره الله تعالى في كتابه الكريم:" فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) سورة البقرة (279).
- وعليه: فكفارة الربا هو وضع الربا والاكتفاء برأس المال وهذا امتثالا لأمر الله تعالى في قوله:" فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون".
- فيأخذ المرابي رأس ماله ويترك الباقي، وإذا أراد التصرف بالمال الناتج عن الربا كما يقول أهل العلم فيكون من خلال المساهمة في بناء دورات المياه في المساجد أو الطرقات العامة، أو بناء المدارس والمستشفيات، ولا ينتفع بقرش أحد مال الربا، وليس له أجر على ذلك الإنفاق، لأن الله تعالى طيب فلا يقبل من العمل والمال إلا ما كان طيباً حلالاً خالصاً لوجه الكريم سبحانه وتعالى.
- كما على المرابي بالإضافة لهذا الفعل العملي التوبة الصادقة، بحيث تكون التوبة حاضرة بكافة شروطها لتكون مقبولة من الله تعالى ومن أهم شروطها:
1- النية الصادقة في التوبة لله تعالى.
2- الإقلاع عن الذنب والمعصية.
3- الندم على فعل المعصية والذنب.
4- العزم الأكيد على عدم الرجوع إلى الذنب.
5- أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل سكرات الموت (الغرغرة عند الموت)
6- رد الحقوق إلى أصحابها.