1- قال الله تعالى : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً* وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً ) سورة الجـن:8-9 .
- فالجن لهم قدرات خارقة فقد كانوا في السابق وقبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يسترقون السمع من السماء ويخبرون أتباعهم من الكهان ، ولكن بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم حفظ الله تعالى السماء منهم ، فلم يعد بإمكانهم الصعود إلى السماء وإستراق السمع ، وهذا الحفظ مستمر إلى يوم القيامة .
- بل من شدة حفظه تعالى للسماء منهم ، فمن يحاول منهم الإقتراب وإستراق السمع فإن الله تعالى يرسل عليه الشهب من السماء فتحرقه !
2- وقال الله تعالى : ( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) سورة الصافات : 10
- فال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية (أي إلا من اختطف من الشياطين الخطفة وهي الكلمة يسمعها من السماء فيلقيها إلى الذي تحته ويلقيها الآخر إلى الذي تحته فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكاهن).
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ، وصفه سفيان أي راوي الحديث بكفه فحرفها وبدّد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربّما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء) أخرجه البخاري .
- وليس المقصود بالسماء هي السماء الحقيقية المبنية وذات الأبواب ، إنما المقصود السحاب لأن الملائكة تنزل إلى السحاب تذكر الأمر من قضاء الله فتسترقه الشياطين .
- ودليل حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الملائكة تنزل في العنان ـ وهو السحاب ـ فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ) أخرجه البخاري .
- ودليل إطلاق السماء على السحاب قوله تعالى: ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ) سورة الحجر: 22