لكي تصبح محقق ماهر عليك التركيز على عدة جوانب في شخصيتك وتصرفاتك وتفكيرك وتحليلك للأمور، والتي سأعرضها عليك:
الملاحظة وجودة الذاكرة:
إن أول ما يخطر في بالك من سمات المحقق الناجح هي قوة ملاحظته للأشياء والأحداث والأشخاص والتفاصيل، حيث أن المحققين دائماً ما يبحثون في كل شيء وفي كل تفصيلة لها علاقة بالقضية التي يحققون فيها.
كما أن ذاكرة المحقق يجب أن تكون مستعدة دائماً، فإنه لن يستفيد من ملاحظته لجميع الأمور إن لم يستطع استحضارها في وقت الحاجة.
وبناء على خبرات المحقق التي يبنيها من خلال ممارسة مهنته كمحقق، يصبح لديه المرجعية في تحديد ما يجب ملاحظته وما يجب إهماله من أدلة ووقائع تخص القضية. وهذا سيساعده في حل القضايا بشكل أسرع ويمكّنه من حل القضايا المعقدة كذلك.
سرعة التحليل والربط:
وهذه ترتبط بالنقطة الأولى، فعند ملاحظته لتفاصيل معينة صار بإمكانه تحليل هذه التفاصيل وربطها بما لديه من معلومات سواء أكان الربط بحوادث سابقة قد اطلع عليها من قبل، أو تحليلات لوقائع وأدلة أخرى من القضية ذاتها.
الذكاء:
ما هو متوقع من المحقق في خلال سير التحقيق أن يكون ذكياً، وأعني بذلك قدرته على فهم الأمور من إطار أوسع والنظر إلى الوقائع من زوايا متعددة، فصاحب النظرة المحدودة لا يمكنه الخروج بنتائج مفيدة.
وأيضاً قدرته على استجواب الأشخاص والشهود وتكوين قناعاته الخاصة بناء على ما يتضح له من وراء القصد وليس فقط ما هو ظاهر له فلا يأخذ بأي شيء إلا إذا تحقق منه أولاً.
لذلك فإن المحقق الماهر يملك القدرة على كشف حقيقة مَن أمامه باستخدام العلوم الحديثة في هذا المجال أهمها: بناء الشخصية الإنسانية، لغة الجسد، إيماءات العيون، علم الإجرام، سيكولوجية المجرمين وأنماط تفكيرهم وغيرها من العلوم التي تسانده في إتمام وظيفته.
تحقيق العدالة:
من المظاهر التي تدل على حياد المحقق وعدم انحيازه إلى جهة أو طائفة معينة هو سعيه الدائم إلى تحقيق العدالة؛ فإذا انحاز عن هذا الطريق فهو ابتعد عن الغاية المرادة من مهنته، وبالتالي يصبح التحقيق أداة لظلم الناس بدلاً من إنصافهم وهذا يتعارض مع مبادئ العدالة والمجتمع.
فعلى المحقق التزام الحياد والموضوعية طوال فترة التحقيق وأن يضع جانباً كل ما يؤثر عليه لضمان سير العدالة بأكمل وجه.
الهدوء والصبر والالتزام:
وظيفة المحقق محفوفة بالمخاطر، لأنه معرض للكثير من المواقف التي تشوش عليه عمله وخاصة في القضايا الحساسة، وهذا يرجع إلى البيئة المحيطة به خلال العمل الذي يمارسه.
فإن كان لا يستطيع التحكم بمشاعره والحفاظ على هدوئه في مختلف المواقف، فذلك يعرضه للفشل في مهمته.
كذلك فإن ملاحقة الأدلة وجمعها تحتاج إلى صبرٍ دؤوب وعملٍ جاد، فالقضايا التي يمكن حلها بسهولة لا تحتاج إلى محققين.
التحلي بصفة الشجاعة:
كما ذكرنا فإن طبيعة عمل المحقق تنصب في بيئة مختلفة نوعاً ما، بيئة محاطة بالكثير من الأشخاص المشتبه بهم وأصحاب السوابق وقد يتعرض للتهديد منهم، لذا فإن خوف المحقق سيقود حتماً لضياع المجهود المبذول في عملية التحقيق، وبالتالي شجاعته واجبة لاستمرار التحقيق وكشف ملابسات الجريمة بالتفصيل وتحديد الفاعلين.
فإن كنت تود حقاً أن تصبح محققاً مميزاً عليك التركيز على تطوير هذه الخصائص في شخصيتك والبحث دائماً عن طرق تحسينها بالتعلم المستمر، يمكنك استخدام الإنترنت؛ لأنه يعد من أكبر المصادر العلمية المجانية والمتاحة للجميع.
فإن كنت تحب القراءة ابحث الروايات القصصية المتعلقة بالتحقيق كرواية شارلوك هولمز مثلاً، ستساعدك في فهم محاور الشخصية الناجحة للمحقق.
وإن كنت لا ترغب بالقراءة فليست بمشكلة، فهنالك برامج ومسلسلات تتمحور حول ذات الموضوع وهي ممتعة ومميزة حقاً، عن تجربتي الشخصية لها:
المسلسل الأمريكي The Backlist: والذي تتمحور قصته حول صاحب أكبر إمبراطورية إجرامية والذي يسلم نفسه للـ FBI ويساعدهم في التحقيق وإلقاء القبض على عدد هائل من المجرمين، ولكن القصة مليئة بالغموض ولا تقف هنا فقط. شاهده واحكم بنفسك!
الأنمي الياباني death note: قصته عن الشاب العبقري "ياغامي لايت" الذي يجد مذكرة سوادء سقطت من أحد الأشباح عن طريق الخطأ، تتميز هذه المذكرة بأنه إذا كتب فيها اسم شخص سيموت بعد 40 ثانية بجلطة قلبية، لتبدأ رحلته في محاولة لتحقيق العدالة عن طريق قتل كل المجرمين باستخدام المذكرة.
ويقف "ياغامي" بمواجهة أذكى المحققين الملقب بـ "ال" بعد أن فقدت الشرطة اليابانية الأمل في حل اللغز الغريب.