كيف تسبح جميع المخلوقات لله تعالى وما هي أمثلة ذلك من مشاهداتنا اليومية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لقد ثبت في كلام الله تعالى بأن جميع المخلوقات تسبح الله تعالى بالطريقة التي ألهمها الله تعالى لكل مخلوق وباللغة التي يتقنها - يقول الله تعالى: ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].
- فجميع المخلوقات تسبح لله تعالى حتى الجماد والحجر والشجر.
- ولكن كيفية التسبيح لا يعلمها إلا الله تعالى (وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)

- ولم يرد في النصوص الشرعية أي الحيوانات أكثر تسبيحاً، وأيها أقل تسبيحاً.

- ولكن من خلال النص القرآني السابق يتبين لنا أن جميع المخلوقات في السموات والأرض تسبح لله وتثني عليه وتقدسه وتنزهه عن كل عيب ونقص، وتعظمه سبحانه بطريقة غيبية لا ندركها فهي من علم الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه.

- فالله تعالى عندما يقال (وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) يخاطب بني آدم أن هناك غيركم من المخلوقات يعبدون الله تعالى ليل نهار ويسبحون بحمده، وأن تسبيحهم يختلف عن تسبيحكم ولغتهم تختلف عن لغتكم!

- وهذا لعمري يبعث في النفس التحفيز والمسارعة والتنافس في تسبيح الله تعالى، فإذا كان كل شيء من حولنا يسبح الله تعالى بطريقته، ونحن لا نسبح الله تعالى؟؟!!!

- علماً بأن التسبيح من الأذكار اليسيرة والسهلة على اللسان وأجرها عظيم عند الله تعالى، فلنا بكل تسبيحة حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
- وكما ورد فضل التسبيح فإن التسبيحة على سهولتها وسهولة لفظها وهي لا تأخذ سوى ثانية واحدة أو أقل فإن أجرها عظيم في الجنة  فعن جابرٍ بن عبد الله - رضي الله عنه - عَنِ النبي- صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: منْ قَالَ: "سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمدِهِ، غُرِستْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ" رواه الترمذي

- فهذا سيدنا يونس عليه السلام لولا أنه كان من المسبحين للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة!!! ولكن الله تعالى قد جعل له فرجاً ومخرجاً بفضل التسبيح لله ، قال الله تعالى: ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) سورة الصافات 144

- وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة ‏رضي الله عنه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه البخاري.

- ومن الأمثلة على تسبيح الله تعالى في حياتنا ومشاهداتنا اليومية:
1- تسبيح المسلمين في ركوعهم وسجودهم في كل صلاة يصلونها لله تعالى في اليوم والليلة.
2- تسبيح الطيور في السماء عندما نراها مجتمعة ومهاجرة في عدة فصول وفي الصباح والمساء عندما نسمعها تسبح وهي على الشجر، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) سورة النور (41)
 
3- تسبيح الرعد عندما نسمع صوته وخاصة في فصل الشتاء، وكذلك تسبيح الملائكة لله تعالى، قال الله سبحانه وتعالى: ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) سورة الرعد (13)

- قال ابن عباس رضي الله عنه  : إن الملائكة خائفون من الله ليس كخوف ابن آدم ; لا يعرف واحدهم من على يمينه ومن على يساره، لا يشغلهم عن عبادة الله طعام ولا شراب.

- وقال أيضاً : الرعد ملك يسوق السحاب، وإن بخار الماء لفي نقرة إبهامه، وإنه موكل بالسحاب يصرفه حيث يؤمر، وإنه يسبح الله ; فإذا سبح الرعد لم يبق ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح، فعندها ينزل القطر، وعنه أيضا كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان الذي سبحت له