تحقيق الهيبة والوقار يتطلب منك كشخص أن تعمل على تحقيق النمو الصحيح وتلبية الاحتياجات في كافة الجوانب النفسية والعاطفية الانفعالية والاجتماعية والفكرية والجسدية، بمجرد تحقيق هذا النمو يمكن القول أنك شخص لك هيبة ووقار في المحيط الذي أنت فيها ويمكن تحقيق النمو الصحيح وتلبية الاحتياجات في كل جانب من الجوانب من خلال امتلاك المهارات والخبرات المختلفة.
أولاً: الجانب النفسي: ويشمل هذا الجانب تحقيق:
- تطوير الشعور بالثقة بالنفس: وهنا لا بد أن يكون الشخص قادر على تقديم الاعتبار للذات ولما لديه من قدرات يعلمها دون مبالغة ودون تسخيف، الثقة بالنفس سبب من أسباب الشعور بالشجاعة والقوة ضمن أي بيئة يمكن التواجد فيها بطريقة تعطي الاحترام والاتزان والتي تشكل أحد أعمدة الوقار والهيبة.
- تطوير الاستقلالية: القدرة على تلبية الاحتياجات المختلفة بطريقة شخصية والتخلص من التبعية والاعتمادية والاتكالية أمر مهم حتى يكون الشخص ذو هيبة وقادر على أن يفرض نفسه ووجوده، وهنا الشخص الذي لديه تبعية في أي جانب كان هو شخص فاقد للهيبة وغير قادر على إظهار ما لديه من وقار واتزان.
- تطوير الهوية الشخصية: معرفة ما لديك من ميل ورغبات وتوجهات ومبادئ وقيم وعقائد سبب في أن تكون لك هوية شخصية خاصة تظهر من خلالها الهيبة والوقار، الهوية الشخصية أحد ثاني اعمدة الأساس لامتلاك الهيبة والوقار إن صح القول.
- تطوير مهارات التعزيز والشعور بالإنجاز: القدرة على إيجاد الدوافع الذاتية المسببة للتعزيز والمشعرة بالإنجاز والفخر سبب في إعطاء القيمة للذات والشعور بالثقة بالنفس وهي مهمة جدًا لإظهار الوقار والهيبة، فمن خلال هذه المهارة يبتعد الإنسان عن الذل والمهانة بشكل كبير ويرى نفسه في كل مكان بطريقة فاعلة دون أن ينتظر من أحد الدعم.
- تطوير الرضا النفسي: القدرة على الشعور بالاجابية والرضا عن النفس سب في التخلص من السلبية وإظهار التذمر المستمر وبالتالي امتلاك الأسس التي تقوم عليها الهيبة والوقار والتي من أهمها الاتزان والحكمة والرحمة.
ثانيًا: الجانب العاطفي الانفعالي: ويشمل هذا الجانب:
- الوعي بالذات: القدرة على فهم المشاعر المتكونة على المستوى العاطفي الانفعالي وفهم الأفعال الصادرة عن هذه المشاعر سبب في الوعي بالنفس والقدرة على التحكم بالنفس مما يعني القدرة على تقدير الأمور والأحداث والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة دون مبالغة أو إفراط.
- التحكم بالذات: وهنا يقصد بالتحكم بالذات القدرة على التحكم بالمشاعر وردود الفعال من حيث التمكن من الرغبات، يمكن القول أن التحكم بالذات هنا ما يتم تطويره من مهارة الإرادة، فالشخص الذي يمتلك الهيبة والوقار لديه قوة إرادة عظيمة في ضبط انفعالات الغضب والفرح على السواء أو السلبية والإيجابية والتحكم بدرجتها في مختلف المواقف ضمن البيئة المحيطة.
- التعبير عن النفس: القدرة على التعبير عن النفس وخاصة في الناحية الانفعالية العاطفية أمر مهم ولا بد منه لتحيق الهيبة والوقار، حيث أن هذه المهارة سبب في تحقيق الفهم والتواصل بين الناس في المجتمع بطريقة تعطي الهوية والكيان الشخصي ضمن هيبة معينه ووقار خاص، وسبب في التخلص من الضغوطات النفسية والاضطرابات التي لا يمكن أن تجتمع مع الهيبة والوقار في ذات الوقت.
ثالثُا: الجانب الاجتماعي: ويقصد بهذا الجانب قدرة الشخص على بناء العلاقات وتطوير ما تتضمنه من مهارات فرعية من مثل التعاون والمشاركة والمبادرة وتقديم الدعم، حيث أن تحقيق الهيبة والوقار ضمن بيئة فقيرة بالتفاعل الاجتماعي أمر غير ممكن فلا يمكن أن تحصل على الهيبة والوقار من شخص واحد فقد فالأمر هذا يتطلب منك التعامل مع كم كبير من الأشخاص وترك بصمتك وهويتك الشخصية عليهم من خلال التفاعل، ولا بد أن يراعي التفاعل الاجتماعي معيار الثقافة والتقليد والعقيدة والقيم والمبادئ حيث أن التفاعل المعاكس لهذه العوامل هو تفاعل منفر ولا يعطي التقدير والاحترام من الآخرين والمساعد على الشعور بتحقيق تقدير الذات واحترام الذات والمسبب في النهاية لوجود الوقار والهيبة.
رابعًا: الجانب الفكري: ويشمل الجانب الفكري مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات والحوار واكتساب المعرفة، بما تتضمنه هذه المهارات من مهارات فرعية تتمثل في الابتعاد عن التحيز والتحجر العقلي وامتلاك مهارات تفكير ناقد وبناء والابتعاد عن إصدار الأحكام وتوجيه التهم، فبمجرد تحقيق هذه المهارات يمكن تحقيق الوقار والهيبة. لأنه هذه المهارات سبب في أن يكون الشخص حكيم متزن قادر على التقدير وإدارة المواقف في مختلف الظروف.
خامسًا: الجانب الجسدي: ويشمل هذا الجانب التخلص من كافة المعيقات على المستوى الجسدي التي تمنع التطور في مختلف الجوانب السابقة، فبمجرد اعتلال الجسد اعتل الإنسان بشكل كامل وفقد القدرة على التطور، وهنا يمكن القول إن تحقيق الوقار من خلال التخلص من المعيقات ممكن من قبل الشخص العادي والشخص ذو الإعاقة بمجرد فهم الطريقة التي يتعامل معها مع جسده وفكرة في ذات الوقت، ومن ناحية أخرى المظهر الخارجي له دور في تحقيق الهيبة والوقار فالابتعاد عن الأزياء الصاخبة والغير مناسبة للعمر أمر مهم, والعناية بالشكل العام ضرورية بما تتضمنه من شعر وبشره ورائحة، ونظافة.