غالباً الشخص المحب للسيطرة لا يتغير؛ لذلك من الأفضل أن تتجنب التعامل معه ما لم يكن هناك تقاطعات في العمل. أما إذا كان عملك يتطلب التعامل معه فعليك أن تفهم الدافع لحبه للسيطرة وبناءً على ذلك عليك اختيار الاستراتيجية المناسبة في التعامل معه والحفاظ على قواعدك الراسخة مع أقل ما يمكن من التدخل. قد يكون الشخص المحب للسيطرة هو شخص ذوو نوايا طيبة لكنه يخفي فشله في عمله أو انه لم يحصل على الترقية والتقدير المناسب؛ لذلك من المهم جداً السيطرة على غضبك قبل اتخاذ أي رد فعل، بل عليك اتخاذ الاستراتيجية المناسبة التي يمكن تلخيصها بما يلي:
أولا: استراتيجية التحليل والاستنتاج.
عليك في البداية أن تميز الأشخاص المحبين للسيطرة وذلك من خلال الاستماع إلى الأسلوب الذي يتبعه الشخص المحب للسيطرة.
من الأمثلة على ذلك ؛ تدخل زميلك في العمل بعملك بقوله: "سأقوم بعمل هذا. نحن نعرف أنك لا تعرف كيف تتعامل مع الأرقام." مع ملاحظة استخدامه لكلمة "نحن"؛ فالشخص الذي يستعمل كلمة "نحن" بهذا الشكل يعتبر نفسه أنه يعرف قدراتك وامكاناتك. أو أنه يصفك بطريقة ما بحيث يتظاهر من خلال ذلك أنه يعرف أسرارك ودوافعك الداخلية، كأن يقول: " أنا أعرف لماذا طرحت هذا السؤال في الاجتماع، وذلك لتدّعي أمام المدير أنها فكرتك" . أو أنه يكثر من سؤال لماذا ، كأن يقول:" رأيت أوراق لك على الة التصوير. لماذا أردت أن تعمل في هذا المشروع؟" كأنه يقول لا يحق لك أن تعمل في هذا المشروع.
وهنا سوف ترهق نفسك إن اردت التبرير له، لذلك عليك عدم اتخاذ موقفاً دفاعياً والتأمل ملياً قبل اجابته، كأن يكون ردك على سؤال المشروع : "هل أفهم أنك مهتم بالمشاريع التي أقوم بها؟ أشكرك على ذلك" ثم اذهب مبتعداً عنه ولا تعطيه الإجابة عن سؤاله، أو بإمكانك اشراك شخص ثالث بتغيير مسار الموضوع بطريقة لطيفة دون عمل حرب ردود.
ثانياً: قل له توقف.
يقوم المسيطر باستخدام نقطة ضعفك ليحاول أن يسحقك في الوقت المناسب، لذلك استيعاب الشخص المحب للسيطرة بعدم الرد عليه وكتمان موقفك قد تجعله يتمادى عليك ويحاول سحقك. لذلك فإن التعبير عن رأيك فيما يتعلق بسلوكه معك علناً فهذا يعني موقفك الحازم المباشر تجاه المسيطر الذي يحاول ان يتحكم بك، حتى وإن كان ذلك ليس من طباعك فيجب عليك صد أو احتواء الشخص المحب للسيطرة بأسلوب قوي وواضح. عندما تتكلم معه علناً بطريقة غير عدائية لكن للتوضيح والحزم، ستجد الكثير من زملائك في العمل يعانون من ذات المشكلة لكنهم كانوا يفضلون الكتمان.
ثالثاً: استراتيجية إدارة الموقف ومحاولة التقليل من شأنه.
يمكن التخفيف من سلوك السيطرة من خلال رفض الانجرار والتبعية وراء الشروط والإملاءات التي يفرضها عليك. تستطيع القيام بذلك عن طريق استخدام الحوار الحذر المتحفظ.
نهايةً؛ إذا كنت مضطراً للتعامل مع شخص محب للسيطرة لفترة طويلة من عمرك فإن هذه المشاحنات قد تؤذيك صحياً ونفسياً، لذلك فإنه عليك أن لا تشغل بالك في التفكير في الشخص المسيطر وان تتجاهله قدر الإمكان، وتتقبل ما يحدث معك وتتعامل مع الأمور بأريحية قدر الإمكان دون الضغط على أعصابك، وتجعل الأمور تنتهي من حيث بدأت دون معاودة التفكير مراراً وتكراراً.