تبدو جميلة ورائعة بشكل ملفت، فقبة الصخرة تعد من إحدى أهم المعالم الإسلامية في العالم، إضافة إلى مكانتها العظيمة وقدسيتها الدينية،
- فهي تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى أنها تحمل روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها معالم الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة،
- وقد تم بناء قبة الصخرة بشكل مثمن الأضلاع وله أربعة أبواب، ومن الداخل يوجد تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية،
ففي داخل قبة الصخرة دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة والتي عرج منها سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء في الرحلة المشهورة رحلة الإسراء والمعراج،
- وترتفع هذه الصخرة نحو متر ونصف عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و 18 متراً، وتعلو الصخرة في الوسط قبة دائرية بقطر حوالي 20 متراً، مطلية من الخارج بألواح الذهب، رتفاعها 35 مترا، يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار.
ويوجد في داخل قبة الصَّخرة مغارة الأرواح وتتسع لقرابة أربعين شخصاً، وفي سطحها فتحة دائرية،
وبعض الناس يتداول أنَّ جبريل عليه السلام فتحها بإصبعه، أو أنَّها أُحدثت عند معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء. وهذه المعلومات لا صحة لها وهي باطلة.
وأن مدخل هذه المغارة يقع في الجهة الجنوبية للصخرة وفيها محرابان، فضلاً عن اثني عشر محراباً في باقي البناء، أمَّا المحراب الرئيسي ففي جهة القبلة وهو منفرد. ويوجد في داخل قبة الصخرة جدران وأعمدة وهي من أقدم آثار الفن الإسلامي، خاصة الزخارف الأموية التي تميزت بالفسيفساء والزخرفة النباتية.
وهذه الأعمدة والجدران تضمنت كتابات أموية أصلية كلُّها دينية، منها أجزاء من سورة "طه" من القرآن الكريم على رقبَّة القبَّة من الداخل.
كما تعتبر هذه النقوش والفسيفساء فريدة لا مثيل لها في العالم الإسلامي، إلا ما كان في الجامع الأموي بدمشق قبل أن تغيرهّ ظروف الزمن، فالزخارف الحالية في الأموي من أعمال الترميم.
وقد اهتم المسلمون برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة، على مر العصور المتعاقبة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق، فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.