كيف أنسق وقتي في رمضان لختم القرآن والقيام بأعمال المنزل؟

 أولاً : جزاك الله خيراً على همتك العالية واهتمامك من الآن بموضوع رمضان والإعداد له، وهذا يدل على أن الله يريد بك الخير إن شاء الله.

ثانياً : شهر رمضان شهر عظيم له خصوصيته عند المسلم ، وهو فرصة من فاتته فاته خير كثير، وكما جاء في الحديث ( من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله).
وهو كما وصفه الله ( أيام معدودات) سرعان ما تنتهي وتنقضي يفوز فيها من فاز ويخسر ومن يخسر، لذلك كان الواجب على المسلم الحصيف ترتيب أولوياته في هذا الشهر.

وقد كان السلف يعلقون في رمضان أكثر أنشطتهم العلمية من إلقاء الدروس والعلم ويتفرغون ما استطاعوا للعبادة والاجتهاد في هذا الشهر خاصة قراءة القرآن والصلاة.

وهذه المقدمة قدمتها لك حتى تفهمي أي خصوصية للعبادة خلال هذا الشهر حتى بلغت بالسلف الامتناع عن دروس العلم على أهميته، وذلك حتى ترتبي أولوياتك بالطريقة الصحيحة في هذا الشهر.

فيجب أن تكون العبادة في هذا الشهر لها الأولوية في برنامجك اليومي، فتقتصري في أعمال المنزل على الضروري الذي لا غنى عنه ـ من أمور التنظيف والطبخ، وتحاولي باقي الوقت للعبادة، بعكس ما تفعل كثير من النسوة.

فبعضهن - هداهن الله - تجعل رمضان شهراً لتعزيل البيت كما يقولون ! أو شهراً لتعلم الطبخ فيقضون أوقاتهم في متابعة برامج الطبخ ودروسها ولا يحلو لهن تعلمها إلا في رمضان، وهذا خطأً وتضييع للوقت والأجر.

نعم رمضان ليس شهر الكسل بل هو شهر العمل مع العبادة ولا يجوز للمرأة أن تقضي وقتها قارئة للقرآن مصلية وتترك واجبات البيت وتهملها، فهذا فهم خاطئ في مقابل الفهم الأول الخاطئ أيضاً ، وإنما الاعتدال هو المطلوب مع تغليب جانب العبادة على العمل اليومي الروتيني ما استطاعت ، بحيث لا تضيع حق ربها ولا حق زوجها وبيتها.

ولو أردت خطة عملية مبسطة : فليكن حرصك على قيام الليل في رمضان خاصة قبل الفجر ثم تعدي السحور لأهل بيتك ، وبعد أداء صلاة الفجر وأذكار الصباح وقراءة ورد من القرآن إما تنامين أو تجلسين لشروق الشمس ، وتحاولين أخذ راحة إلى ما قبل الظهر، وتبدأين بعدها أعمال البيت الروتينية من ترتيب وتنظيف ، مع أداء صلاة الظهر وقراءة ورد صغير من القرآن ، ومع صلاة العصر تقرأين ورداً آخر من القرآن ، ثم تشتغلين بأمور الإعداد للفطور ، وأثناء طبخ حاولي أن تجعلي لسانك رطباً بذكر الله ولا تنسي أذكار المساء ، وبعد الإفطار وأخذ قسط من الراحة تحرصين على صلاة العشاء وصلاة التراويح سواء في المسجد أو بيتك، وبعد القيام بواجب أهل بيتك تحرصين على قراءة القرآن قبل النوم أيضاً ، ثم تحرصين على النوم حتى تستطيعي القيام لصلاة القيام قبل الفجر .

وأنبهك أخيراً أن عليك أن تحتسبي في إعداد الفطور لأهل بيتك تفطير الصائمين فإنك تؤجرين على ذلك ويكون عبادة لك خلال هذا الشهر ، وهذا هو فقه الاحتساب والعبادة.

والله أعلم