قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: كما أن أهل التاريخ قد ذكروا أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته من أولاده وأولاد أولاده أربعمائة ألف نسمة، والله أعلم.
ولكن لم يثبت لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة بيان ذلك، ولكنه قد نسب إلى بعض الصحابة.
ويحتمل أن هذه الروايات مأخوذة من كتب أهل الكتاب بأن آدم عليه السلام كان يولد لزوجه في كل حمل ذكر وأنثى، فيزوج ذكر حمل بأنثى حمل آخر، وهكذا تكاثر أولاده.
- أنجبت السيدة حواء من بطنها الأول توأمان ذكر وأنثى وأنجبت من البطن الثاني ذكر وأنثى، والله تعالى أحل لهم الزواج حيث تزوج الذكر من البطن الأول من الأنثى من البطن الثاني وهكذا حتى أنجبت عشرين بطناً،
وتزوجت الأنثى من البطن الأول من الذكر من البطن الثاني، ولكن الله تعالى حرم بعد ذلك زواج الأخوة من بعضهم
- فكانت الحكمة من زواج أبناء آدم لبعضهم أن يتكاثروا وينشؤوا أجيالاً يعمرون الأرض ويعبدوا الله عز وجل وحده ولا يشركوا به شيئاً، وبعد ذلك تزوج أحفاد سيدنا آدم والسيدة حواء من بعضهم وهكذا حتى تكاثر النسل البشري.
-فقد ذكر أهل العلم أن السيدة حواء عليها السلام كانت تحمل في كل بطن توأمين ذكرا وأنثى،
فقد روى ابن جرير الطبري بإسناده عن السدي:
فيما ذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مُرَّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر ويزوج جارية هذا البطن غلام البطن الآخر) " من تفسير الطبري.
وهذا القول هو المشهور بين علماء الإسلام والمشهور ما ذكره عن ابن إسحاق.
فذكر ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ جَمِيعَ مَا وَلَدَتْهُ حَوَّاءُ لآدَمَ لِصُلْبِهِ: أَرْبَعُونَ، مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى فِي عِشْرِينَ بَطْنًا
كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
أن سبب قتل قابيل لأخيه هابيل أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن من ولده، بأنثى الآخر، وأن أخت قابيل كانت أحسن من أخت هابيل، فأراد قابيل أن يستأئر بأخته، فمنعه آدم، فلما ألح عليه، أمرهما أن يقربا قربانا، فقرب قابيل حزمة من زرع، وكان صاحب زرع، وقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب مواش، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل، دون قابيل أي: تُقبل قربان هابيل دون قابيل، وكان ذلك سبب الشر بينهما. وهذا هو المشهور
-فكانت تلد كل حمل ذكر وأنثى. فشرع الله تعالى لآدم عليه السلام أن يزوج ولد هذا البطن من بنت البطن الآخر،
-ومن المعروف بأن قابيل طمع في البنت التي ولدت معه في نفس البطن وكان اسمها قليما، ورفض أن يتزوج منها أخاه هابيل ولذلك قتله لتكون هذه أول جريمة قتل تقع على ظهر الأرض.
- وقد ذكر الطبري رحمه الله في تاريخ الطبري: أَنَّ حواء ولدت لآدم عليه السلام مِائَةَ وعشرين بَطْناً، وكان أَوَّلُهُمْ قَابِيلُ وتوأمته قلِيمَا، وَآخِرُهُمْ عَبْدُ الْمُغِيثِ وتوأمته أَمَةُ الْمُغِيثِ، وقال بعضهم: جميع ما ولدته له أربعون، من ذكر وأنثى، في عشرين بطنا.
- كما أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال: وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: أن أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ ذكروا أَنَّ حَوَّاءَ وَلَدَتْ لِآدَمَ أَرْبَعِينَ نَفْسًا فِي عِشْرِينَ بَطْنًا.
- وقال ابن كثير رحمه الله: ذَكَرَ غَيْرُ أحد السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَرَعَ لِآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنْ يُزَوِّجَ بَنَاتِهِ مِنْ بَنِيهِ لِضَرُورَةِ الْحَالِ، وَلَكِنْ قَالُوا: كَانَ يُولَد لَهُ فِي كُلِّ بَطْنِ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، فَكَانَ يُزَوِّجُ أُنْثَى هَذَا الْبَطْنِ لِذِكْرِ الْبَطْنِ الْآخَرِ.
- يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: أن أنساب الناس كلهم اليوم يعود إلى شيث عليه السلام". وأن أنساب بني آدم كلهم اليوم من شيث، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث فقد انقرضوا وبادوا، فلم يبق منهم أحد،
والله أعلم.