كيف أميز العلاقة السامة عن غيرها؟

      ربما أنك من الناس الذين خاضوا هكذا تجربة، إلا أن تعريفنا للصداقة والعلاقات لا يسمح لنا باتخاذ تصرف مناسب تجاهها. إذ نستمر بالتفكير أننا لا يجب إنهاء العلاقة لأن علينا احتمال أصدقاءنا وشركائنا، حتى إن كان ذلك على حساب صحتنا النفسية والعاطفية. إلا أن هنالك أناس لا يستطيعون حتى التمييز بين العلاقة الصحية الطبيعية وتلك السامة، وهنا سأحاول أن أشرح لك عن طريق عدة نقاط كيف تستطيع التمييز بين العلاقتين، حتى لا تخسر نفسك بحجة الصداقة أو الحب.

     كنتيجة لدراسات حول تأثير الصداقة والصديق الجيد على صحة الإنسان، وُجد أنه بإمكان الطرف الجيد أن يطيل من عمر رفيقة بنسبة تصل إلى 20%، بينما فيما يتعلق بالشريك السيء، فإنه يفعل عكس ذلك تمامًا. حيث تؤثر هذه العلاقات على صاحبها وتزيد كثيرًا من نسبة اصابته بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وهبوط في المناعة، والقلق، ومرض السكر، والقولون العصبي. وبناءًا على ذلك؛ يجب علينا دائمًا أن نحذر من الوقوع في شرك تلك العلاقات لننقذ أنفسنا وصحتنا.

     * من الأمور التي ستؤكد لك أن في علاقة سامة هي التالية:
ستشعر دائما أنك في موضع مقارنة مع أصدقاء شريكك الآخرين. وسيبدو ذلك كلما ذكر الطرف الآخر كيف يقوم أصدقاءه بتقديم أكثر مما تقدم، أو أنهم يقومون بأشياء مرحة أكثر منك. أو أنهم مثلًا يتشاركون بأمور كثيرة لا تحبها أنت أو لا تملكها.

غالبًا ما ستشعر أن لا وقت لك. فمثلًا لو جلستم للحديث وبدأ صديقك بالحديث عن يومه وكم كان سيئًا أو جيدًا وما إلى ذلك. وحين يبدأ دورك، تراه بدأ بالتململ أو اعتذر للذهاب أو أنه مشغول. وتراه لا يتحمس لسماع ما يدور حولك وحول مشاكلك وأخبارك، بل دائمًا ما يستطيع خلق الحجج لإنهاء الحديث.

ستلاحظ الكثير من الانتقادات. ولا اتكلم هنا عن أي انتقاد بناء، بل سيكون الأمر دائمًا مجرد انتقاد، وستسمع ذلك بكثير من الغرور. ستتمحور هذه الأمور عن علاقتكم غالبًا، مثل أن يقول: "إنك لا تستطيع فعل أي شيء من دوني". سيزعجك هذا، إلا أن السبب غالبًا ما يكون ما في نفس المنتقد من نقص، فيسقطه بهذا الشكل ليغطي ما تحمل نفسه من احتياج وعيوب.

من الأمور التي ستتكرر كثيرًا، هي من سيتصل بمن. حيث غالبًا ما سيدعك صديقك بالبدء بالإتصال، هنا عندما تشعر أنك تبذل الكثير من المجهود بشكلٍ يفوق الطرف الآخر. حتى أنه من الممكن أن يستمر الطرف الآخر بمزيد من الاهتمام حتى يبدو الامر وكأنها مطاردة.

بعد الكثير من التصرفات والمحاولات بهدف المحافظة على العلاقة، ترى أن صديقك يبدأ بأن يلح عليك بالتغيير، بينما هو لا ينظر لعيوبه أبدًا. بالتالي ستجد نفسك أخذت تتصرف بحذر أكثر في كل ما يخص علاقتكما، حتى أبسط الأمور فيها. ولن تتوقف أفكارك حول أن الطرف الآخر هو المسيطر والمتحكم، وأنك دائمًا متوتر وكل ما حولك متقلب. ستفقد الشعور بالأمان والإتزان، وستشعر أنك عدو وليس بصديق.

في النهاية ستشعر أن الأمور بدأت تؤثر على صحتك الجسدية بشكل مباشر. سوف تشعر بالتعب والإرهاق طوال الوقت، ربما ستشعر بألم في ظهرك ورقبتك. سيزداد التوتر والقلق والصداع بينما ترى العلاقة تنهار تدريجيًا. بينما على الصداقة أن تكون منقذ لأصحابها، فإنها هنا تسحبك للغرق.