كيف أقضي الصلوات التي فاتتني في فترة المرض

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك احتمالان:

الأول:
أن تكون فترة مرضك طويلة، والصلوات التي فاتتك كثيرة، ويصعب قضاؤها في يوم واحد، كما لو فاتك صلوات شهر كامل.

فهنا لك تفريقها على الأيام بحيث تقضي كل يوم بعضها، فتصلي مع كل صلاة مثلها قضاء عما فاتك، وهكذا حتى تتيقن أنك قضيت ما فاتك من الصلوات.

ونص بعض الفقهاء أنك تصلي مع كل صلاة صلاتين مثلها، وسواء صليتهن قبل صلاة الوقت أو بعدها فهو جائز، لأن الترتيب بين الصلوات الفائتة قد سقط ببلوغها هذا الحد من الكثرة.

الاحتمال الثاني: أن تكون الصلوات مما يمكن قضاؤهن مرة واحدة كصلوات يوم أو يومين أو ثلاثة، فهنا يلزمك قضاؤهن مباشرة متتاليات مرتبات.

فقد روي "أن عمارا رضي الله عنه أغمي عليه ثلاثا، ثم أفاق فقال: هل صليت؟ قالوا: ما صليت منذ ثلاث، ثم توضأ وصلى تلك الثلاث".

مع العلم أن مرضك لا يبيح لك ترك الصلاة ما دام عقلك معك وتفهم وتعي ما حولك وتعلم أن وقت الصلاة قد دخل، فعليك أن تصلي بحسب حالك وبحسب استطاعتك، إن استطعت قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب، وكذلك الطهارة بحسب استطاعتك فإن استطعت الوضوء توضأت وإلا تيممت وإلا صليت على حالك، ولكن لا تترك الصلاة على حال، وإلا أثمت مع العلم


أما إن كان سبب فوات الصلوات عليك هو دخول في غيبوبة طويلة، فترجع المسألة هنا إلى حكم قضاء الصلاة للمغمى عليه، وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على ثلاثة أقوال:


القول الأول: لا يجب عليه قضاء الصلاة، إلحاقاً للمغمى عليه بالمجنون، لأنه ليس كالنائم يستقيظ إن أيقظه أحدهم، فهو في حكم غير المكلف، وهذا مذهب المالكية والشافعية.

القول الثاني: يلزمه القضاء مهما طالت مدة غيبوبته، وهذا مذهب الحنابلة، وألحقوا المغمى عليه بالنائم.

القول الثالث: يلزمه القضاء إن كان ما فاته خمس صلوات ولا يلزمه القضاء إن زادت عن ذلك، وهذا مذهب الحنفية.

وقرئ منه قول بعض العلماء حيث قالوا يلزمه قضاء ثلاثة أيام أما إن زادت غيبوبته عن ذلك فلا يلزمه القضاء، متابعة لفعل عمار بن ياسر.

والقول الأول قوي، لكن القول الثالث أحوط فيقضي صلوات 3 أيام وما زاد على ذلك فلا يجب قضاؤها لأنه قد يطول ويكثر ويكون فيه مشقة، وإلحاق الغيبوبة الطويلة بالنائم بعيد وضعيف.

والله أعلم