يوجد عدد من القواعد (الشروط) التي يجب مراعاتها عند تعليم النحو العربي للناطقين بغير اللغة العربية، ومعرفتها يذلل لك الصعوبات في الطريق لتعرف كيفية تدريسها لهم، إليك أهمها:
أولاً: معرفة مستوى اللغة لدى الطلاب.
- كي تعرف من أين تبدأ وما هو الحد الذي وصل إليه المتعلمون في تعلم النحو خاصةً.
- وهل لديهم خلفية معرفية عنه أم لا، وذلك يكون في بداية تعرفك عليهم.
تمثل هذه النقطة مربط الفرس لدى المعلم فمن خلالها سيستنتج الفروقات الفردية بينهم من حيث المستوى والقدرات ليتمكن من وضع خطة متكاملة لهم.
ثانياً: التخطيط للمحتوى الذي ستقدمه لهم، بناءً على خبراتهم المعرفية السابقة ومستواهم لتعلم من أين تبدأ.
ثالثاً: انتقاء القواعد التي ستقوم بتدريسها، على أن تراعي أنهم طلبة أجانب لئلا تقحمهم في تفاصيل المسائل النحوية والاختلافات في المذاهب النحوية والشواهد التي طائلة من تعلمها في مرحلة كهذه.
على أن يحرص المعلم على اختيار القواعد الأساسية والمهمة والواضحة ليبدأ بتدريسها.
رابعاً: البدء بشكل أولي بشرح القاعدة شرحاً نظرياً مبسطاً ومناقشتها مع الطلاب حتى يتأكد من وصول المعلومة إليهم وفهمها.
خامساً: إدخال التطبيقات النحوية أثناء الشرح النظري لتتثبت المعلومات لدى الطالب.
سادساً: إشراك دروس النحو مع دروس اللغة عامة لئلا يشعر الطالب الأجنبي بالضياع أو عظم هذه القواعد، كأن يدخلها المعلم مع حصة القراءة عندما يتعثر طالب ما بقراءة جملة معينة قواعدياً فيعمل على شرح هذه القاعدة التي أخطأ فيها.
- فيربط الطالب حينها بين الخطأ والمعلومة فلا يعود للوقوع بالخطأ ثانيةً.
- ولا يشعر بصعوبة هذه القاعدة بسبب سلاسة شرحها أثناء الموقف.
سابعاً: إعطاء تدريبات تطبيقية مكثفة بعد شرح القاعدة سواءً في الصف ثم :
- العمل على تصويب أخطاء الطلاب.
- أو إعطائهم واجبات تطبيقية ليستلمها المعلم ويصححها ثم تتم مناقشتها بالصف ليعلم كل طالب خطئه.
وعلى المعلم أن يراعي عند تعليم الطالب الأجنبي أن:
- يراعي التنويع في الواجبات المعطاة من حيث السهولة حتى لا يظن الطالب أن القواعد متطرفة السهولة أو الصعوبة.
- مساعدة الطالب بطريقة معتدلة حتى يتعلم الاعتماد على الذات.
- استبعاد الأسئلة والواجبات التي تحمل الاختلاف والجدل بين النحويين.
- أن تربط الدراسة النحوية والواجبات بالحياة الواقعية وبالشعر العربي السهل خصوصاً.
- مراعاة أن يتعلم الطالب كيفية تكوين الجملة وتنمية ذائقته اللغوية من خلال تعليم القواعد النحوية.
يقول حسني عبد الهادي: "تذكَّر دائمًا أنَّك تشرح النَّحو الذي هو علم الجملة، ففكِّر في درسك بالجملة واشرح بالجملة، وابْنِ بدقَّة صورة الجملة العربيَّة في أذهان تلاميذك"
وقال أيضًا: "إنَّ الغرض من تدريس القواعد هو أن تكون وسيلة تُعين الدارس على تقويم لسانه وعصمة أسلوبه من اللحن والخطأ، وإنَّ الطريقة لتحقيق هذه الغاية هو أن تدرس القواعد في ظلّ اللغة، وذلك بأن تختار أمثلتها وتمريناتها من النّصوص الأدبيَّة السهلة التي تسمو بأساليب التَّلاميذ، وتزيد ثقافاتِهم وتوسّع دائرة معارفهم"