تصور أنك ستصبح كالساحر الفرنسي الأعظم
روبرت هوديني. كان هذا الشاعر مشهورًا بالحيلة الذهنية التالية: يلقي نظرة واحدة فقط على نافذة متجر، فقط لثانية واحدة، ثم يشرع في ذكر كل عنصر فيه، بتفاصيله الكاملة المملة حتى!! دون أن يلقي نظرة أخرى عليه!. فعلًا يا للهول! ما هذه الذاكرة العملاقة. كما يستطيع الفنان
الكوري Kim Jung Gi ذو الذاكرة الإيديولوجية نقل الرسومات التفصيلية من ذاكرته البصرية إلى اللوحة القماشية. قال في مقابلة، عندما كان طفلا، أنه درب نفسه على إعادة تشغيل الرسوم المتحركة في رأسه بعد مشاهدتها على التلفاز.
الآن، ربما تسأل نفسك: مع التمارين الصحيحة، النظرة تلو الأخرى، أم أنّ كل هؤلاء كانوا محظوظين بما يكفي ليولدوا بذاكرة بصرية مثالية؟
هل ممكن أن نطور ذاكرة فوتوغرافية؟. باعتقادي أن هذا ممكن. نعم، يمكن تدريب العقل لتحسين ذاكرتنا البصرية إلى الحد أنك ستلتقط تلك الصور كآلة التصوير لتحتفظ بها في مخيلتك. أتذكر عندما كنت في المدرسة أنني كنت كذلك. أرى صفحة الكتاب بصورها، علامات ترقيمها، تواريخها، وحتى التعليقات التي دونتها بخط يدي وكأن الكتاب ماثلًا أمامي. بالطبع، ماتت تلك الذاكرة مع التقدم في العمر، وقلة حاجتي للحفظ.
وأعتقد أنني كنت أتدرب جيدًا، لأنني كنت أخصص وقتًا لممارسة إدراكي وذاكرتي البصرية. حيث قمت بالعديد من التجارب للوصول لذاكرة بصرية مسحية قوية. بدأت أولًا بالتلخيص على دفتر خاص، ثم القراءة والترديد مع أخي بحيث أقول العبارة ويرددها ورائي، ثم تسجيل صوتي وسماعه، حتى انتهيت لما أصبحت عليه.
بدأت باتباع تقنية قراءة الصور، وربط المفاهيم بالصور. ثم النظر للصفحة أو الصورة مرارًا وتكرارًا لتسميتها وفهمها وتذكرها، مما أدى فيما بعد إلى حفظها بتفاصيلها الدقيقة، بحيث لو أغمضت عيني سأراها ماثلة أمام عيني مباشرة دون جهد يذكر.
ما حصل بالفعل أنني قمت بتنمية المزيد من الروابط ما بين مختلف مناطق الدماغ، خاصة ما بين المنطقة البصرية ومنطقة الذاكرة طويلة المدى. هذا ما تم اكتشافه في دراسة أُجريت على الرياضيين. يتم ذلك من
خلال "التدريب الموضعي" أو " تقنية قصر الذاكرة"، حيث يتخيل المتعلمون أنهم يسيرون في مكان ما مألوف"منطقة قصر الذاكرة"، وكأنهم يتخيلون أنهم يتنقلون في الفضاء، بحيث يربطون المعلومات التي يحتاجون تذكرها " كلمة واحدة فقط" بمَعْلَم بارز أو قطعة أثاث مثلًا، ليسهل حفظها في الذاكرة طويلة المدى. يمكن أن تؤدي إضافة مكون مرئي إلى معلومات مهمة إلى زيادة الذاكرة بشكل كبير - وهي تبقى على المدى الطويل. يمكنك أيضًا أن تحسن ذاكرتك فوتوغرافيًّا من خلال ملاحظة التفاصيل بشكل متعمد. إذا نظر المرء ببساطة ودون اكتراث، فإن معظم المعلومات تضيع. ومع ذلك، إذا بحث المرء بفضول، أو أشار إلى نفسه على تفاصيل محددة، أو حتى قام ببناء قصة محددة حول كيفية ارتباط كل التفاصيل، فعندئذٍ يقوم المرء بشكل أساسي ببناء نموذج معقد ولغوي جزئيًا للمشهد المرئي في رأسه. يوفر هذا المزيد لأنظمة الذاكرة لتتمسك بها وتخزنها، وتوفر المزيد من المعلومات على المستوى المعرفي لاحقًا عند إعادة بناء الذاكرة. هذه التقنية يطبقها العديد من الطلبة في المدارس، خاصة في مادة التاريخ.
فكر قبل الذهاب للنوم. تخيل كل الأشياء التي تم إنجازها خلال النهار مهما كانت بسيطة أو غير مهمة أو حتى سيئة. لا لماذا أقول هذا؟، يرجع ذلك إلى حقيقة أنه خلال هذه الفترة يبدأ العقل الباطن في العمل. إنه قوي في حفظ الأشياء بسهولة. يمكنك تصور أي شيء متعلق بمشروع عملك أو دراساتك، وهذا يجعل الدماغ يعمل. صدقني جرب هذا: حاول أن تذاكر شيء قبل نومك، ثم مباشرة تذهب للنوم. أنا على يقين أنك ستتذكر كل ما درسته عند استيقاظك.
من خلال لعب ألعاب العقل ستحقق ذاكرة فوتوغرافية بصرية قوية. هناك عدد قليل من الألعاب التي تعزز قدرتنا على التفكير وتجعله نشطًا مثل Lumosity وألعاب العقل والألعاب المزدوجة وما إلى ذلك.في لعبة Lumosity يتم إعطاؤك مهمة يومية وعليك إنهاءها. التأمل والتمرين من ضروريات الذاكرة البصرية. يجدد العقل والجسد بشكل يومي مما يؤدي إلى السلام والعقل المتوقد مما يزيد في النهاية من قوة الحفظ.
من الأشياء المثيرة أيضًا النظر بعناية شديدة في اللوحات المبكرة لبيكاسو والتكعيبية وغيرها من اللوحات الفنية ذات التفاصيل الغريبة والدقيقة والكثيرة. هذا النوع من اللوحات يصعب فيها تحديد الشكل أو الكائن. سيدربك ذلك على النظر والنظر مرة أخرى، وهذا في حد ذاته يشحذ الذاكرة.
التخيل والتخيل والتخيل. إذا كنت تحب الموسيقى الكلاسيكية، فتخيل منظر طبيعي أثناء الاستماع على سبيل المثال، في خماسية سلسلة شوبرت سيماجور، سيجعلك أكثر استيعابًا لما حولك. أغمض عينيك ثم حاول تذكر ما رأيته، حاول وكرر لأكثر من مرة.
تمارين للذاكرة البصرية: 1. خريطة طريق الذاكرة المرئية: أرسم خريطة منطقتك، أنت هنا تقوم بإنشاء تمثيل عقلي مفصل لجميع منازل الحي. في المرة القادمة التي تغادر فيها منزلك، ألق نظرة فاحصة على منزل جارك. انتبه إلى ألوانه وشكله العام. ابدأ بالأشكال الكبيرة والمظهر العام للمبنى. لاحقًا، عندما تصل إلى مكان يمكنك الجلوس فيه، أغلق عينيك وحاول التذكر قدر الإمكان. أنشئ قائمة بجميع التفاصيل التي لاحظتها. كلما زادت المعلومات التي يمكنك تذكره، كان ذلك أفضل. في اليوم التالي، كرر نفس العملية. وفي اليوم التالي بعد ذلك.
2. التصوير العقلي: اطلب من صديق أن يكشف لك عشرات (أو أكثر) من الأشياء، لمدة 10-15 ثانية تقريبًا. بعد ذلك، حاول أن تتذكر أكبر عدد ممكن من الأشياء من ذاكرتك. وانتبه ما إذا كان يمكنك وصف مظهر كل من هذه الكائنات (اللون والحجم والشكل،...). ستدرك أنه كلما تدربت أكثر، ستتمكن من تذكر الأشياء ووصفها.
هذا هو نفس التدريب الذي كان يقوم به هوديني كل يوم عند نوافذ المتاجر. 3. سلسلة صور الذاكرة المرئية: أولاً، انتقل إلى
https://www.flickriver.com/. سترى مجموعة من صور Flickr وإليك ما يجب فعله:
- راقب الصورة الأولى، وأغمض عينيك، واسترجع أكبر قدر ممكن من التفاصيل.
- انتقل إلى الصورة الثانية التي تستوعب قدر ما تستطيع، وتذكر كل تفاصيلها بعينيك مغمضتين.
- الآن، في عقلك، أعد الصورة الأولى ثم تخيل التمرير لأسفل إلى الصورة الثانية. مرة أخرى، حاول أن تتذكرها بوضوح.
- انتقل إلى الصورة الثالثة وكرر الإجراء بأكمله، بدءًا من الصورة الأولى. بقليل من الممارسة، ستتذكر سلسلة طويلة من الصور بالتسلسل.