والإسلام يشجع المسلمين على التفاؤل ويرغبهم فيه؛ لأنه عنصر نفسي طيب، وهو من ثمرات قوة الإرادة، ومن فوائده أنه يشحذ الهمم إلى العمل، ويغذي القلب بالطمأنينة والأمل، والإسلام ينفر المسلمين من التشاؤم، ويعمل على صرفهم عنه؛ لأنه عنصر نفسي سيِّئ، يُبطِّئ الهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق، ويميت فيه روح الأمل، فيدب إليه اليأس دبيب الداء الساري الخبيث، وهو يدل على ضعف الإرادة، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره التشاؤمن التفاؤل من الوجوه الباسمة المشرقة في الحياة، بخلاف التشاؤم، فهو من الوجوه الكالحة القاتمة، وحسب الإنسان من التفاؤل أن يعيش سعيدًا بالأمل، فالأمل جزء من السعادة، أما التشاؤم فيكفيه ذمًّا وقبحًا أنه يُشقي صاحبه ويُقلقه ويعذبه، قبل أن يأتي المكروه والمتخوف منه، فيجعل لصاحبه الألم، وقد لا يكون الواقع المرتقب مكروهًا يتخوف منه، إلا أن التشاؤم قد صوّره بصورة قبيحةمكروهة