الحمد لله الحفيظ الوكيل سبحانه,وبعد:
كما نعلم أن الصلاة صلة العبد بالرّب,وقيل لا صلاة إلا بحضور قلب, فعندما تسمع النداء إلى الصلاة, وتعرف أنه من خالقك,يدعوك لتمثُل أمامه,فتذهب للوضوء,وتتهيأ لهذا الاجتماع الكبير الذي خصّك به ملك الملوك, قيّوم السماوات والارض, وفضّلك على كثير من خلقه, إذ جاء بك إلى حضرته, وسمح لك بمناجاته, وأنت تكلّمه بكلامه, وتحمده بكلامه, وتسأله بكلامه,عندما تستشعر هذه المعيّة,وتعلم أنّ الله ينظر إلى قلبك,فتخشع جوارحك,فيلين قلبك وجلدك لذكر الله, فتصطبغ الأعضاء بالخشوع والسّكون لأن القلب حضر مع الله, مع محبوبه الأول, أحبك فناداك, فأتيت,وهو لا يحب الشرك في العبادة,فإذا أتيت لبيته,فاترك الدنيا خارجاً وادخل بقلبٍ صافٍ,وعندما تصلّي هكذا,تستشعر لذة العبودية وتستمرّ عليها بإذن الله.