ليس من السهل دائما على الإنسان أن يضبط سلوكه، أو أن يتحكم في مشاعره، لأن كثيرا من المؤثرات تتنازعه.
ومع ذلك، فإن الشخص السوي غالبا ما ينجح في قيادة نفسه، فيجنبها المزالق.
انطلاقا من هذه المقدمة، فإننا يمكن أن نقول إن ذوي العقول الراجحة ينجحون في هذا الامتحان. ولهذا قالت العرب إن العقل زينة. فتأمل.
ثم إن النفوس تتهذب بالرياضة، فتصير إلى طبيعة مختلفة. وهذا مما هو مشاهد في طبائع البشر. ففي بعض الأحيان ترى الرجل كاظما لغيظه مسيطرا على انفعالاته، مهما كان الموقف، لأن العقل يقوده نحو التصرف الصحيح، فلا يقبل الاستفزاز، ولا يتصرف بغريزته كما يفعل الحيوان.
ومن الجدير ذكره أن للتربية دورا كبيرا في تنشئة الإنسان، وحمله على التشبث بالخلق الحميد، فيكون له هذا الخلق صفة بالقوة وبالفعل، كما يقول الفلاسفة.
ثم إننا نكتسب العادات من الكبار، ونستأنس بما يرون، لأنهم أبعد منا نظرا وأكثر حكمة.
هذا دون أن نهمل دور الشريعة الإسلامية في تهذيب البشر، فهي عين الرحمة. لذلك نعتصم بالوازع الديني فنتجنب الأخطاء، ونسلم من التردي في مهاوي الخذلان. نسأل الله السلامة.
وبالجملة؛ فمن راعى كل هذه الجوانب أمن الخطأ، ووفق في الحياة.
وفقنا الله وإياكم