أحياناً يكون الجزء الأصعب من أداء المهمة هو البدء بها، ويكون إتخاذ الخطوة الأولى في البداية هو الأمر الذي لا نجد في أنفسنا الطاقة الكافية أو الرغبة للقيام به مما يجعلنا متقاعسين أو نشعر بالكسل ونقوم بالمماطلة والتشتت عن أداء المهمة لعدم امتلاكنا الرغبة أو المزاج المناسب لأدائها وهي مشكلة شائعة جداً لأن الإنسان بطبعه يميل إلى الراحة ولا يحب الروتين وبالتالي تكرار بعض الأيام بالرتم نفسه أو استنفاذ كل طاقته في العمل بشكل متواصل يهبط المزاج والرغبة في الاستمرار وهذا كله أتفهمه وهو أمر مقبول ولا بأس بأن نشعر هكذا بين فترة وأخرى المهم أن نساعد أنفسنا في الخروج من هذه الحالة وعدم الاستسلام لها.
وكما أن هذه المشكلة شائعة فالحل أيضاً شائع وفي متناول الجميع، فهناك بعض الخطوات التي يمكن أن يأخذها الشخص بعين الاعتبار ويقوم بالتفكير بها أدائها لمساعدته على الإنجاز اليومي بشكل أفضل وكفاءة أكثر ، إليك بعضاً منها :
1. كسر المقاومة باتخاذ القرار بالبدء : عندما لا تمتلك المزاج لأداء مهمة ما يقوم دماغك بمقاومة هذه المهمة وتأجيلها وتوجيهك باتجاهات أخرى فقط لتجنب القيام بالعمل الحقيقي ، لذلك فإن الخطوة الأولى هو كسر هذه المقاومة وإجبار نفسك على البدء بأداء المهمة مما يجعل دماغك يدرك أنه الآن مجبر على القيام بهذه المهام ولا مفر منها ويصب كامل تركيزه على أدائها للانتهاء بسرعة وبالتالي تتحول حالة الجسد من الانسحابية الى المندفعة وستشعر بأن الخطوة الاصعب كانت البدء وأن الامور الان تمشي بسلاسة .
2. تنظيم وتقسيم المهام إلى أهداف صغيرة وجزئية : من الأمور التي تهبط معنويات الفرد هي كثرة المهام والضغوطات التي تعطي مفعولاً عكسياً وبدلاً من أن تحفزك على البدء بالعمل تشعر بأنك لا تعلم من أين تبدأ وما هي كمية العمل الحقيقة التي تنتظرك، لذلك فإن تنظيم المهام وكتابتها في قائمة ووضع إشارة عند المهام التي لها أولوية والخربشة على كل مهمة تقوم بالانتهاء منها سيجعلك تشعر بأن الأمور أكثر وضوحاً وسلاسة وأكثر تنظيماً مما يجعلك تندفع لأداء مهمة تلو الأخرى حتى تراها بعينك تزول من القائمة أو الجدول وبالتالي تشعر أن الحمل أقل .
3. اختيار الوقت المناسب للعمل : كل شخص لديه فترة معينة خلال اليوم يشعر بها أنه في قمة نشاطه وتختلف هذه الفترة من شخص لآخر، أحدهم ينجز بشكل أكبر في الصباح الباكر، آخرين يفضلون فترات المساء، غيرهم فترات العصر ... الخ ونفس الشيء يوجد فترة يشعر بها الشخص بأدنى درجات النشاط والطاقة تكون في أقل مستوياتها ، عليك إيجاد هذه الفترات والانتباه لنفسك ومن ثم استغلال فترات الذروة في أداء أكبر عدد من المهام وترك المهام البسيطة الأخرى لباقي اليوم كونها لا تحتاج طاقة كبيرة لأدائها .
4. لا تنسى نفسك من فترات الراحة : العمل مهم نعم لكن الراحة مهمة أيضاً وإذا شعرت أنك لا تمتلك الطاقة الكافية او الرغبة في أداء المهام المختلفة قم بأخذ فترة راحة تقوم بها بأكثر أمر يجلب لك السعادة والراحة النفسة ، سواء القيام بهواية ما، الخروج لتناول الطعام في المطعم المفضل ، الخروج مع شخص يشعرك بالراحة والتحدث عن كل شيء إلا العمل ... الخ ، كلهذه وغيرها كفيلة بأن تعيد شحن طاقتك من جديد وتجعلك تقبل على العمل بشكل أكبر .
لا بأس بأن يشعر الإنسان بتغير مزاجه في بعض الأيام لكن يجب ألّا ينسى أنه هو الحكم وهو من يملك القدرة والسيطرة على جسده ودماغه ، وأن القيام بهذه الحيل البسيطة تخدع الدماغ لتغيير حالته والقيام بما ترغب فيه ، فنحن من نتحكم بجسدنا وليس العكس .