في الحقيقة إنّ التوتر الاجتماعي حالة طبية تحدث بسبب امتلاكك لجينات معينة، أو قد تكون اكتسبتها بعد تعرضك لموقف محرج، وإنّ ما قد يزيد من مشكلتك مع معلميك هو اعتقادك مثلًا أنّك ستجيب إجابة خاطئة، أو أنّه سيُساء فهمك في موقف معيّن، أو أنّ زميلك قد يُحرجك إذا طلبت منه مساعدة أو فتحت معه حديث معيّن.
بعض النصائح في حال كانت أعراضك بسيطة
يمكنك التغلب على التوتر الاجتماعي خاصةً مع معلميك وزملائك باتباع طرق بسيطة في حال كانت أعراضك خفيفة ولا تستمر فترات طويلة، ومن هذه النصائح ما يأتي:
- درّب نفسك يوميًا على التحدث أمام المرأة، وتخيّل أنّك تخاطب زملائك ومعلميك.
- اذهب إلى السوق، وحاول البدء بحوار مع بائع معيّن؛ فالتكلم مع الغرباء يُسهم تدريجيًا في كسر الحواجز والتغلب على مشكلتك.
- استمع يوميًا لمحاضرات مصوّرة على اليوتيوب، وشارك المحاضر في الإجابة عن أسئلته من خلف الشاشة، وتخيل نفسك في غرفة الصف وأمام معلميك وزملائك.
- شارك في الأنشطة التطوعية، فهي تسهم كثيرًا في تنمية مهارات التواصل مع الآخرين والتحدث أمام الجمهور.
- تجنب التفكير بالأمور السلبية.
- تواصل مع من يدعمك وتثق به في حل مشكلتك، كأمك أو صديقك المقرّب؛ فإنّ تلقي الدعم والتشجيع منهم سيساعدك على تخطّي العقبات أثناء تعاملك مع الآخرين.
بعض النصائح في حال كنت تعاني من أعراض شديدة
إلا أنّ الحالات الشديدة التي تؤثر بالسلب على أدائك لأنشطتك اليومية وتجعلك تقلق كثيرًا وتتجنب الاختلاط بالناس تستدعي مراجعة الطبيب المختص، فهو الأفضل في علاج المشكلة، ومن ضمن هذه الطرق التي يعتمدها الطبيب ما يأتي:
وهو علاج يعلّمك كيف تُغيّر وتتدارك الأفكار السلبية، ويطوّرعدة مهارات تساعدك على اكتساب الثقة عند التعامل مع الآخرين، خاصة إذا كنت خجولًا.
ويبدأ بجرعات قليلة، ثمّ تزداد الجرعة تدريجيًا بحسب الحالة، ومن ضمن هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitor)، والبنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، ومضادات الاكتئاب (Antidepressant).
حالة شبيهة بمشكلتك
ما قلته لك حول الدعم والمساندة كانت في الحقيقةِ لسببِ موقفٍ مشابه لحالتك، إذ تعرّضت صديقتي أيام الجامعة للتوتر الاجتماعي بسبب إجابة خاطئة أجابتها أمام مجموعة كبيرة من الطلاب، فأصبحت تخجل كثيرًا من أن تُبدي رأيها في أي شيء، وتتلعثم إذا تكلمت مع الآخرين؛ مما جعلها تكره وتتجنّب الاختلاط بالناس.
وتغلبت على مشكلتها عن طريق استشارة طبيب نفسي أرشدها إلى ضرورة تقبل الدعم النفسي والمعنوي من المحيطين بها، كما عزز من ثقتها بنفسها من خلال ذكر نجاحاتها وإنجازاتها حتى لو كانت بسيطة، وفعلًا ساعدها ذلك في علاج المشكلة تمامًا خلال شهرين تقريبًا.
علامات التحسن والاستجابة
مما سبق يمكنك مقارنة أسلوبك في التحدث عما كنت عليه سابقًا، فإذا أصبحت قادرًا على التحدث مع زملائك ومعلميك وتبدي رأيك في النقاشات معهم دون خجل أو توتر، ودون أن تتعرّق أو ترتجف، فهذا يعني أنّك تغلّبت على مشكلتك، أو أنّك في الطريق الصحيح لذلك.