تتعدد الأسباب التي تعمل على زيادة هذا الشعور ووجوده، وذلك لعدم وجود تعريف واحد للفراغ العاطفي.
هنالك أسباب داخلية نفسية وأخرى خارجية تتعلق بالبيئة والمحيط، فقد يكون الفراغ العاطفي يعكس وجود شيء خاطئ أو مفقود في حياتك، أو قد يعود الأمر لوجود بعض الإضرابات الشخصية والمزاجية.
يزيد الشعور بالفراغ العاطفي لدى الأشخاص الذين مروا بخبرات وتجارب مؤلمة مثل الإساءة أو فقدان أحد الأحبة ولم يتم التعامل مع المشاعر بطريقة صحيحة لتتحول عدم القدرة على التأقلم لديهم للشعور بالفراغ.
وأهم الأسباب التي قد تكون سبب في الفراغ العاطفي وطرق علاجها:
انعدام التلذذ؛
وهذا المصطلح يشير للحالة التي قد يعاني منها بعض الأشخاص أثناء القيام بأنشطة متنوعة بحيث يكونون غير قادرين على الشعور بالاهتمام والمتعة، فتكون الحياة بالنسبة لهم عبارة عن نمط مكرر ممل، ولا يوجد وقت للمتعة والراحة.
هنا الأفكار وطريقة التفكير الحل الأمثل للتعامل مع مثل هذه الحالة، فلا بد من حديث الذات وإعطاء قيمة جديدة للحياة وما فيها من أنشطة وفعاليات، ومحاولة ممارسة التفكير الإيجابي قدر الإمكان.
حيث أن الشعور بالمتعة والحب (بشكل عام) ضمن المحيط سبب في الشعور بالدعم لعلاج هذا الأمر.
الوحدة؛
الوجود في محيط خالي من العلاقات مع وجود مشاعر الحزن سبب في الشعور بالفراغ بدرجة كبيرة، كمان يمكن القول أن الوحدة التي قد يشعر بها الإنسان نتيجة عدم وجود محيط يفهمه ويقدره سبب في الشعور بالفراغ العاطفي.
وهنا لا بد من إعادة بناء العلاقات في المحيط الذي أنت فيه، وتبني مفاهيم جديدة حول طبيعة العلاقات ومدى التضحية فيها.
ولا بد من التخلص من التوقعات الذاتية التي فيها نظره شخصية متحيزة، حتى تكون العلاقات متسعه لكل المشاعر، لكن لا بد أن تقوم على الصدق والثقة.
كما لا بد أيضا من التخلص من الأفكار التي تجعل الاهتمام صادر عن مصدر واحد مثل وجود الزوج أو الشريك فقط.
اليأس؛
الوجود في محيط لا يتم تحقيق فيه أي نوع من أنواع الأهداف، مع وجود فكر فيه تبعية اجتماعية بالإضافة إلى وجود ظروف تمنع وجود العلاقات العاطفية بأي شكل، سبب في الشعور بالفراغ العاطفي.
وهنا عامل العمر وحديث الناس أهم عاملين مسببين لمثل هذا الشعور.
ولعلاج الفراغ الصادر عن هذا السبب لا بد من:
بدء العمل على تحديد أهداف واقعية.
تطوير الصبر والمثابرة لبدء رؤية النتائج.
تعزيز النفس بالنتائج ورؤية قيمة الذات وأهمية الوجود المستقل المتحرر من كل تبعية.
تطوير الاتجاهات الإيجابية بما في ذلك الأمل والتفاؤل.
العمل على إصلاح المحيط ومواجهة كلام الناس عن طريق تطوير الثقة بالنفس.
تدني تقدير واحترام الذات؛
الشعور بأنك شخص غير كفء سبب في أن تشعر بالفراغ نتيجة الأفكار السلبية التي تتحكم بعقلك وتجعلك ترى نفسك أنك ستبقى في هذه الحالة من الشعور لأنك لا تستحق الأفضل.
وهنا لا بد من إعادة تقدير الذات من خلال النظر للنفس بنظرة واقعية والعمل على إصلاح النفس وتحديد نقاط الضعف والعمل على إيجاد ما يطورها لتصبح نقاط قوة.
ومحاولة توسيع دائرة التجارب والخبرات التي تجعلك ضمن محيط تفاعلي اجتماعي يعزز ما لديك من تقدم وتطور ويلبي الحاجات للشعور بالاهتمام والحب والتقدير وإن كان ذلك ضمن دائرة الصداقة وليس ضمن دائرة الارتباط (زواج أو علاقات عاطفية).
الانفصال؛
وقد يقصد بالانفصال هنا الانفصال عن الأشياء والأشخاص أو الانفصال عن النفس عاطفيًا.
عدم حب الذات وتقديم العناية اللازمة جراء الانفصال بنوعيه سبب للشعور بالفراغ.
وهنا العلاج يكمن بتقديم الحب والاهتمام للنفس بكافة الطرق وذلك عن طريق:
الحديث للنفس بلطف والتوقف عن جلد الذات.
تقديم التعزيز للنفس وعدم انتظاره من الآخرين، مثل قضاء وقت الاستجمام في أحد مراكز الرعاية أو في أحد المناطق الطبيعية.
إعادة ترتيب الأولويات الشخصية، وإعطاء الأولوية للنفس والتخلص من التضحيات المبالغ فيها لأنها في وقت من الأوقات قد تصبح سبب في الشعور بأنك مقدم لكثير من الأمور لكن دون مقابل.
التنميل (الخدر العاطفي)؛
وهو عدم القدرة على تجربة أي مشاعر نتيجة التعرض للصدمات وغالبا العاطفية منها، حيث تتطور هذه الحالة كرد فعل دفاعي للتعامل مع الألم العاطفي، مما ينتج عنه الشعور بالفراغ.
ولعلاج هذا الأمر لا بد من تحقيق وعي ذاتي حقيقي يتم فيه تحديد المشاعر السلبية والتعرف عليها ومن ثم محاولة تنظيم الذات من خلال التعامل مع هذه المشاعر بطرية عقلية صحيحة والتحكم بردود الفعال المرتبطة بها والتخلص من السلبية منها.
الشوق؛
الشعور بأن هنالك أمراً مفقوداً في الحياة سبب للتطوير الشعور بالفراغ العاطفي، وغالبًا ما يكون الشوق ظاهر بطريق فيها عدم رضا وعدم القدرة على تحقيق الرغبة في شيء ما.
ولعلاج هذا السبب لا بد من التخلص من أوقات الفراغ الكبيرة خلال اليوم والتي قد تكون سبب في الشعور بهذه الطريقة والتعامل مع الأفكار السلبية بكافة أشكالها واستبدالها بأفكار إيجابية.