بارك الله فيكم السائل الكريم، معلومٌ أنّ ملذّات الدّنيا كثيرة، والنفس البشرية بطبيعتها ميّالة لذلك، ولا بدّ للمسلم من مجاهدة نفسه للابتعاد عن كلِّ الشهوات التي من شأنها أن تُغضب الله -تبارك وتعالى-، ومن وسائل منع النفس عن الشهوات:
- الاستعانة بالله، والإكثار من الدعاء والإلحاح على الله -تعالى- أن يثبت قلوبنا، وأن يكفينا شرَّ أنفسنا، ومن ذلك دعاء سيدنا يوسف -عليه السلام-، حيث يقول الله -تبارك وتعالى-: (إِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ* فَاستَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ). "سورة يوسف: 33-34"
- أداء الصلاة على وقتها، فالله -تبارك وتعالى- يقول: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ). "سورة العنكبوت: 45"
- صيام النوافل، فالصيام عبادة تروّض النفس على الصبر، وتزيد من قدرتها على تحمّل الحرمان والمنع.
- سدُّ الذرائع المؤدِّية إلى شهوات النفس، بمعنى منع الوسائل التي تؤدي إلى الوقوع في هذه الشهوات، فإذا خاف المسلم وقوع نفسه في فتنة معينة، فإنَّه يمنع نفسه من النظر والانشغال بها ابتداءً.
- المداومة على ذكر الله -تبارك وتعالى-؛ فمن شأن الذكر إشغال النفس عن كلِّ وسواس، وإبعاد الشيطان عن طريق المسلم.
- استشعار مراقبة الله -سبحانه وتعالى- على الدوام؛ ومن شأن ذلك زيادة هِمَّة المسلم في الابتعاد عن المحرَّم من الشهوات، والتزام أوامر الله.
وأخيرا لا بدّ للمسلم أن يكون على درجة عالية من العلم بتعاليم الشريعة الإسلامية؛ ليجد أن الإسلام ليس دين حرمان، بل جاء الإسلام العظيم فنظّم الحياة كاملة بما فيها الشهوات ولم يمنعها، بل جعل لها مصارف بالحلال، ونظَّمها وهذَّبها، فسمح مثلاً بالتملك الذي هو شهوة، وأقرَّ الزواج، وأباح الطلاق، وأحلَّ الطيّبات، وحرّم الخبائث، وغيره الكثير.
فالحمد لله على نعمة الإسلام.