أتفهم موقفك جيداً؛ فقد كنت على وشك الارتباط بشخص كان يحبني كثيراً ولكنني اخترت الابتعاد عنه لعدم مقدرته على مواجهة الظروف والمشكلات التي وقفت في طريق هذا الزواج بسبب ضعف شخصيته وأنانيته. أتمنى أن تكوني الآن بخير بعد انقطاع مدة عام ونصف تقريباً على طرحك لسؤالك لطلب المساعد، وأرجو أن تطمئنينا عليكِ وتطلعينا على ما حصل معكِ أو أن تخبرينا إن كنتِ ما تزالين بحاجة للمساعدة لنكون دائماً معكِ.
على أية حال... سأقوم بالإجابة عن سؤالك مفترضة أنك ما تزالين في هذه الحيرة نفسها. لو كنتِ مكانك لأعطيت هذه العلاقة الفرصة التي تستحق؛ فليس من السهل أن يجد الإنسان شخصاً يبادله نفس هذه المشاعر الراقية ويكون معه دائماً في روحه قبل جسده، كما أن لكلٍ منا سيئات، فأعطِ لعلاقتك فرصة واثنتين وثلاثة وعشرة، وتكلمي معه في الموضوع بكل لطف وبأسلوب النقاش الهادف وليس الهجوم. إن وجدتِ أن الأمور قد بدأت بالتحسن فأكملي في طريقك معه، أما إن وجدتِ أن الأمر ما يزال على حاله فأعتقد أنه من الأفضل أن تتركيه وتنسي أمره إن كان الشرخ في العلاقة كبيراً وإن كانت صفاته السيئة تؤثر على العلاقة بأكملها بنحو سيء. ولا تنسي أن الموضوع قد يكون سوء تفاهم بينكما، لأنكِ قد قلت في بداية سؤالك بأنه يحبك أيضاً، فهل قصدتِ أنك تحبينه بنية الزواج ولكنه يحبك مع عدم وجود نية الزواج لديه؟! إن كان هذا قصدك وأنتِ متأكدة أن عدم إقدامه على خطبتك سببه هو عدم وجود النية للارتباط بكِ وليس سبباً آخر خارج عن سيطرته فاتركيه فوراً.
تحضري نفسياً لألمٍ نفسي وربما جسدي أيضاً لأنكِ قد تعانين من متلازمة القلب المكسور، لكن لا تقلقي؛ فالزمن كفيل بجبر قلبك وشفاء جراحك...
- اجلسي مع نفسكِ وراجعي ما حصل معكِ وتأكدي أنك تعلمتِ درساً يفيدك في المستقبل، وتذكري سيئات هه العلاقة وركزي عليها أكثر من الحسنات، لكن تذكري أيضاً أنك قضيت أيام جميلة وممرت بتجربة فريدة تحمدين الله عليها.
- اقطعي علاقتك بهذا الشخص نهائياً حتى لا تزيدي من انكسار قلبك، فاحظريه عن كل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وإن رافقكِ في طريق معين فحاولي ألا تسلكي هذا الطريق وابحثي عن طريق بديل، وإن اعتدتما على شرب القهوة في مقهى معين فلا ترتاديه، وإن كان بينكما أصدقاء مشتركين فحاولي تفادي التواجد معهم بوجوده.
- تخلصي من كل ما يذكركِ فيه على قدر استطاعتكِ كهداياه مثلاً وصوره، والملابس التي كان يحبها...
- أعطِ لنفسكِ فرصة أن تتألم وتخرج ما بها من ألم لأن الموضوع ليس سهل، وشفاء الجرح لا يكون بإنكاره وإهماله، بل بالاعتراف بوجوده والتعامل معه وعلاجه... فابكِ واغضبي وفضفضي لصديقتك المقربة.
- تذكري أن ليس كل العلاقات تستمر حتى النهاية حتى بوجود الحب، فهو ليس شيء كما كنا نعتقد عندما كنا صغاراً، وتذكري أيضاً أن هناك أشخاص في الحياة قد يصدموكِ ويؤلموكِ وهذا ليس هو الشخص الوحيد، وارضِي بما قدّر الله لكِ واعلمي أنه قد اختار لكِ الأفضل وفي الوقت المناسب؛ فمن يعلم لو استمريتِ معه وارتبطتِ به وأنجبتِ منه أطفالاً ربما سيكون الموضوع أصعب بكثير.
- جربي أمور وهوايات جديدة أو أمور كنت قد حرمتِ منها أثناء العلاقة، كمقابلتك لصديقاتك وخروجك للنادي لوحدك...
- مارس التمرينات الرياضية وتمرينات الاسترخاء بانتظام، واهتمي بطعامك وشرابك ولباسك وعملك وعلاقاتك وأسرتك...
- من المفيد أن تغيري في شكلك الخارجي قليلاً كلون شعرك أو قصته أو ستايلك بشكل عام، فهذا التغيير يجعلك تشعرين أنك شخصاً آخر وتتخلصي من الماضي ويساعدك على النسيان.
– أحبي نفسك أكثر وتذكري أن الأهم هو أن تنظري لنفسك في المرآة فتجدين امرأة قوية وجميلة من الداخل والخارج واكملي طريقك على ثقة أنك لست بحاجة لأحد ليكملك لأنك كاملة بحد ذاتك، ولكن افتحي قلبك للحب ولا تضيعي فرصتك في الحياة لأجل علاقة ميتة.
- سامحيه وسامحي نفسك لتتمكني من السير في الحياة بسلام وراحة أكثر. ووكلي أمره إلى الله الذي لا تضيع عنده الحقوق.
- تذكري قاعدة نفسية مهمة جداً أحب دائماً أن أذكرها في كتاباتي هي قاعدة 10/90... والتي مفادها أن 10% فقط من الأمور التي تحدث معنا في الحياة خارجة عن إرادتنا، ولكننا ما زلنا نستطيع التحكم بـ 90% من الأمور من خلال ردات أفعالنا على ما يحصل معنا... فلا تضيعي الـ 90% لأجل 10%!
– استعيني بالدعاء والروحانيات والكتب والأقوال التي تعطيك الأمل... فكما قال عائض القرني في كتابه “لا تحزن”… “الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، والأصم يتمنى سماع الأصوات، والمقعد يتمنى المشي خطوات، والأبكم يتمنى أن يقول كلمات، وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم”..
احمدي الله وثقي أنكِ ستكونين بخير.