الذي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برجم الزناة ( ثلاث مرات ) :
1- قصة ماعز بن مالك :
- عن أَبَي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ ، فَنَادَاهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي زَنَيْتُ - يُرِيدُ نَفْسَهُ - فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي زَنَيْتُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَجَاءَ لِشِقِّ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَعْرَضَ عَنْهُ ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ ، دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَبِكَ جُنُونٌ ؟ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَحْصَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: اذْهَبُوا فَارْجُمُوهُ ) متفق عليه .
2- قصة المرأة الغامدية التي زنت :
عن عمران بن الحصين: أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت: يا نبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها، فقال له عمر تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت، فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى) رواه مسلم
3- رجم اليهودي واليهودية :
- فعن مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أنَّ اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟»، فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إنَّ فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم؛ فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة) متفق عليه .
والحكمة في رجم الزاني المحصن :
1- لأنه عرف قيمة العرض ، وتعدى على عرض غيره ، ولإن لذة الزنا يتلذذ بها الجسد كله ، فكان الرجم بالحجارة ليتألم الجسد كله !!!
2- لأن الداعي إلى الزنى هو داع قوي في النفس البشرية فجاء من خلال تخطيط وإرادة وإصرار ، فكانت العقوبة مغلظة بهذا الشكل في مقابلة الداعي القوي للزنا .
3- رمي الشخص بالحجارة حتى الموت ! وأمام الناس !! من أبشع العقوبات الشرعية ، لأن الزنا للمحصن من أبشع الذنوب كذلك، فالزنا من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله تعالى .
4- ولأن في هذه العقوبة تذكيرا لعقوبة الله لقوم لوط بالرجم بالحجارة على ارتكابهم للفاحشة وهي اللواط .
5- ولإن هذه الجريمة مدمرة للبيوت ومدنسة للفراش ومفسدة للأنساب ناسب ذلك وقوع أشد العقاب بأصحابها ردعا لذوي الأهواء ونكالا لأصحاب الفجور وعذابا للمفسدين في الأرض المخربين الديار الساعين في الناس بالخطيئة والفساد .
6- ولإن الحدود إنما شُرعت لتكون كفارة لأصحابها ، فذنب الزنى عظيماً ، ناسب أن يكون الحد عظيما والعقاب قاسيا.
7- والحكمة من إقامة هذا الحد أمام الناس لأنه يعتبر كاف لردع كل من تسول له نفسه للقيام بهذه الجريمة النكراء !! فإن الناس إذا رأوا الرجل وهو يرجم أو المرأة ، لن يجرؤ أحد على الإقدام على تلك الفاحشة لأنه يرى العقاب ماثلاً أمام عينيه !!
8- ومن الحكم كذلك حرص الشرع على حفظ العرض وحفظ النسب ،وإثارة الغيرة عند الناس.
9- حفظ المجتمع من الفساد وشيوع الفواحش فيه من غير خوف من جزاء أو عقوبة ، وحتى يسود العفاف والطهر والفضيلة في المجتمع .
10- حفظ كرامة الرجل والمرأة بأن لا ينزلوا بأنفسهم إلى مستوى الرذيلة والبهائيمية.