كإمرأة في المجتمع العربي، كيف تنظرين للذكورية؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
الأسرة والمجتمع
.
١٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أنا ضد الذكورية والمجتمع الأبوي لأن كلاهما لفظان مترادفان،و يعنيان أن الذكر هو الغالب والمسيطر على المجتمع. فنجد ان الاردن مثلا مجتمع ذكوري بحت لأن السلطة متكونة بالكامل من الذكور. فالحكومة أغلبيتها من الذكور والبرلمان أغلبيته من الذكور أيضا. لذلك فإن كل القرارات يتم اتخاذها وكل القوانين التي يتم سنها، وما يُسمح به وما لا يُسمح به يقرره الرجل.
صفة السلطة في الدولة دائماً تنعكس على الأسرة التي هي النواة المصغرة للدولة . فنجد أن أسلوب الحكم في الدولة دائماً نراه منعكساً في الأسرة والعكس صحيح.
فمثل ما يوجد في الدولة سلطة ذكورية، تتحكم بما يجوز فعله وقوله وما لا يجوز فعله قوله، نفس الشيء نلقى انعكاسه في الأسرة. فهناك ذكر متسلط في الأسرة غالباً يكون الأب أو الأخ أو حتى الزوج ،فهو الذي يتخذ القرارات للمرأة.
والذكورية لا تضر المرأة فقط بل هي تضر الرجل أيضاً، على الرغم من أن الذكورية أشد وقعا على المرأة بمراحل إلا أن المجتمع الذكوري او الابوي يضر الرجل ايضا، فنرى أن الاب في الأسرة يتحكم في التخصص الدراسي الذي يتخصصه الابن، لأي جامعة يلتحق، بأي وظيفة يعمل، بأي امرأة يتزوج ، احياناً يتحكم بعدد الابناء، بأسماء الأبناء والأحفاد ، ويظل الابن معتمدا اعتمادا كليا على الأب حتى بعد زواجه والتحاقه بالوظيفة. وهذه الاعتمادية نلاحظها أيضا في اعتماد المجتمع على الدولة . فينتظر المجتمع من الدولة توفير الوظيفة والخدمات وغيرها. كل ما سبق هي صفات يتميز بها المجتمع الذكوري .
ولكن أعود الى وضع المرأة في المجتمع الذكوري، حيث تتعرض المرأة للعنف الجسدي والجنسي والعقلي والنفسي ، فكم من الحالات التي سمعناها عن قيام أزواج وآباء واعمام بقتل زوجاتهم و بناتهن بغير حق، فالعنف هو إحدى الصفات التي يتميز بها المجتمع الذكوري .
كذلك تتعرض المرأة في المجتمع الذكوري لشتى أنواع التمييز ، داخل الأسرة هي لا تملك نفس حقوق وحريات أخوها، فيُفرض عليها الحجاب و احياناً النقاب والجلباب او العباءة ،تُغصب على الزواج من شخص لا تريده، وعلى إنجاب عدد معين من الأطفال، وفي العمل لا تستحق نفس راتب زميلها الذكر على الرغم من أنها تحمل نفس الشهادة وتمتلك الخبرة، ولا ترث مثلما يرث الذكر .
ولتحقيق التوازن في المجتمع علينا أولا أن نعي ونقوم برفض ترويج أي شكل من أشكال ثقافة الاضطهاد والقمع والعنف والتمييز هذه. مصلحتنا كرجال ونساء هي أن نعيش في مجتمع إنساني عادل وخالٍ من جميع أشكال العنف الاجتماعي والجندري. فبداية التاريخ الفعلي للبشرية ينطلق أولاً من المساواة الكاملة.
 


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة