علمياً، الشعور بالخوف يؤدي بالدماغ إلى إفراز الأدرينالين والدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن المتعة ويشعر الإنسان حينها أنه على استعداد أن يغزو العالم ربما. (1)أيضاً فرحة زوال الرعب، حيث الرعب قد انتهى وأنا سأبقى بأمان طالما هو في شاشة مغلقة منفصلة عني. الاستمتاع بالخطر مع التأكد من وجود الأمان هو شيء نرغبه منذ صغرنا.
في دراسة نشرت في جريدة ميديا علم النفس الألمانية تم تحديد
ثلاثة أسباب يشاهد من أجلها الناس أفلام الرعب. ألا وهي:
- التوتر،
- الملائمة
- واللاواقعية. (2)أما عن
التوتر فالبشر عشاق للأدرينالين والمجهول خصوصاً إذا كان المجهول غامضاً وصادما.ً ترقب ظهور الوحش وترقب ذهابه يبعث على المتعة بشكل غريب بعض الشيء.
الملائمة هي أن المشاهد قد يشعر بأن أحداث هذا الفلم المرعب قريبة إلى حياته. إن كانت قصة عن الأشباح أو رعب الأمراض النفسية أو العنف الجسدي، قد يشعر بالألفة والمساندة لمجرد فكرة أن شخصاً آخر يعاني من ما عانى منه المشاهد.
اللاواقعية وهي سبب سيكولوجي بحت، قد يقولون فالنستمتع بهذه المشاهد الموجعة طالما أنها ليست حقيقية وطالما أنها ستنتهي.
يطول نهر الأسباب طبعاً فهناك
المازوخية. الشعور باللذة والنشوة جراء العنف والتعذيب، قد ترضي أفلام التعذيب والتقطيع بعد المشاهدين الذين يرون هذه الأمور على مبعث للنشوة المطلقة.أنا شخصياً كمتابعة نهمة للسينما لا أحبذ أفلام الرعب الجسدية والتي تحتوي على وحوش أو وجوه مشوهة حيث لا أشعر أن هناك غاية عظمى منها. نوعي المفضل هو أفلام الرعب النفسي التي تطرح أفكاراً غاية في الأهمية وتناقش الأمراض النفسية والهلاوس.
مثلا أفلام المخرج Alfred Hitchcock وأخص بالذكر منها فلمي المفضل Psycho المقتبس عن رواية بنفس الاسم، يدور الفلم حول الشاب نورمان بيتس وأمه. المالكان لفندق ملاصق لبيتهما. ولكن الفلم يناقش عقدة أوديب بشكل مرعب قليلاً، الحوارات المريبة وعنصر الجريمة في القصة والحبكة في نهاية الفلم التي لم أر مثيلاً لروعتها، كونها ليست مقززة ولا مرعبة إلى حد الموت، ولكنها صادمة وفيها من الرهبة ما فيها. مؤخراً بدأت انجذب إلى قصص وأفلام الأشباح، أو الأرواح والأموات الأحياء، رغم أنني كنت أخافها كثيراً في صغري لكنني أعتقد أن جرأتي على مشاهدتها الآن هي استعداداً مني في عقلي الباطن في حال واجهتها مستقبلاً. وبالفعل حين شاهدت بعض المسلسلات والأفلام التي تتكلم عن الأشباح بدأت اعتادها وأتقبلها.
آخر سبب أريد أن أذكره هو
الفضول، نحن كائنات فضولية رغما عن أنفنا. رغبتنا بمعرفة ماذا سيحصل لشخصية ما إن وقعت في سلسلة من الأحداث المرعبة وكيف ستتصرف ومن سينتصر الخير أم الشر. كل هذا يدفعنا فعلاً إلى قضاء ساعات أمام التلفاز لكي يرقص الأدرينالين داخل رؤوسنا ونشبع عقلنا الجائع للمجهول.
المصادر:
Why Do So Many People Like Horror Movies? | Health.comWhy Horror Movies Can Feel Comforting, According To Experts (bustle.com)