لا يمك الإجابه بالقبول أو النفي أمام من يخسر ومن يفوز عندما نحكم العقل أم القلب فالإجابه على هذا السؤال تتطلب الوقوف طبيعه الإنسان الذي يتخذ القرار, ما هي الظروف المحيطه, ما هي المبادئ والقيم والأهداف التي ينتج عنها القرار, فيختلف الجواب بفوز العقل أو القلب بإختلاف الأشخاص.
ولوعي وتجارب الإنسان دور في تحكيم العقل أو القلب فغالباً الإنسان الواعي لقدراته وذاته وأفكاره ومبادئه وقيمه يتخذ قراراته من منطلق عقلي ويجعل مشاعره حياديه إتجاه ما يقرر فالمشاعر والقلب لن يكونوا ذو قيمه بقدر ما للعقل من قيمه لديه وهذا لا يعني بأن الشخص الذي يحكم بالعقل لا يملك المشاعر والقلب إلا أن طبيعته ووعيه وادراكه للأمور يحتم عليه تحكيم العقل.
أما في من يحكّم المشاعر على العقل غالباً يفتقر إلى المهارات والقدرات للتعامل مع الأمور فالطبيعه البشريه تغلبها المشاعر قبل العقل, فنحن نتأثر أولاً مع أي أمر بشكل إنفعالي عن طريق المشاعر من ثم نقوم بالتفكير فيه فرد الفعل القائم على التعاطف والشعور يسبق العقل غالباً, ومن يضع هذا الشعور دائماً ليحكم قراراته فهو لا يمتلك أي مهارات وقدرات تمكنه من اتخاذ القرار.
ومن وجهة نظر شخصيه أرى أن العقل غالباً ما يحكم عند الحديث عن من هم في سن الرشد, أما من يحكّموا القلب هم الفئه العمريه الصغيره التي لم تُكوّن معنى ووعي للحياة بشكل كامل, وهذا لا ينفي بتحكيم القلب في بعض الأحيان عند من بلغوا سن الرشد إلا أنها بالقدر القليل عند مقارنه القرارات التي يحكم فيها العقل, ونعلل ذلك بأن كل ما نقوم به من تحكيم واتخاذ قرارات هو في غالبه تحكيم للعقل والفكر بشكل ضمني دون أن نشعر وإن كان في ظاهره ناتج عن مشاعر معينه.
وكثره التجارب التي يمر بها الإنسان تكبسه شيء من القسوه إتجاه الأمور والظروف وتجبره على تحكيم العقل ليتمكن من الإستمرار في العيش.