من أسماء الله تعالى : ( الرحمن الرحيم )
الرحمن : فرحمته بالجميع في الدنيا للمسلم والكافر من خلال رزقهم وتوفيقهم والعدل بينهم .
الرحيم : فرحمته خاصة بالمؤمنين فقط يوم القيامة .
وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة الأنعام (165)
فالاية الكريمة بيّنت الحكمة من تفاوت الناس في الرزق وهي من أجل إختبارهم ، فالله تعالى تكرم على عباده بنعم عظيمة ولا تعد ، ولكنه فاوت بينهم في الرزق لحكم كثيرة منها :
1- لو كان الناس في مستوى واحد في الرزق لما قامت الحياة وتعطلت أمور الحياة
وقد أشار الله سبحانه إلى هذه الحكمة بقوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32].
2- من أجل الإبتلاء والإختبار .
3- أن الله يعلم من يعطي ومن يمنع ( فالبعض الخير له بأن يكون فقير ، والبعض الآخر خير له أن يكون غني ) ، قال تعالى : ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) سورة الشورى:27 .
4- ثم أن الرزق ليس بالمال فقط !! فالولد رزق ، والصحة رزق ، والعلم رزق ، وراحة البال رزق ، والزوجة الصالحة رزق ، وغيرها ) فقد يكون الغني الفاسد عندهمال كثير ولكنه مريض مرضاً مزمناً ، أو عنده ولد معاق ، أو زوجة غير صالحة ، أو لا ينام الليل من الهم والتفكير في ماله !! ، بينما الرجل المؤمن قليل المال ولكن الله عوضه بولد صالح وزجة صالحة وصحة قوية ، وراحة بال وغيرها من الأمور التي تتمناها النفس السوية السليمة.
- وعليه : فالله عادل في توزيع الرزق وله حكم كثيرة سواء علمنا ذلك أو لم نعلم .