إلى أين وصل التقدم التكنولوجي والطبي؟

 مع استمرار التقدم التكنولوجي والطبي، أصبحت البحوث الطبية والحيوية وكل ما يتعلق في الرعاية الصحية في وتيرة تقدم سريعة، وأحدث ما توصل إليه التقدم التكنولوجي والطبي:

أجهزة الاستنشاق الذكية
تم تطوير أجهزة الاستنشاق الذكية المزودة بالبلوتوث؛ بحيث يتم توصيل جهاز صغير مع جهاز الاستنشاق، ويقوم بتسجيل وقت وتاريخ كل جرعة يتم استنشاقها من الجهاز، وما إذا تم استنشاقها بشكل صحيح، ومن ثم يتم إرسالها للهواتف الذكية المرضى لمتابعة حالتهم. تم استحداث هذا الجهاز بعد أبحاث أظهرت أن 50% فقط من المرضى يستطيعون السيطرة على حالتهم، وتحقيق استفادة كبيرة من جهاز الاستنشاق.

الروبوتات والعمليات الجراحية
استخدام الروبوتات في إجراء العمليات الجراحية البسيطة، وكما تساعد الأطباء على إجراء العمليات الصعبة في دقة أكبر، وتحكم أفضل، ومرونة أكثر. كما أنها تساعد الطبيب أثناء إجراء العملية الجراحية من خلال إظهار معلومات صحية إضافية عن المريض، وعلى الرغم من هناك الكثير من المخاوف من أن تحل الروبوتات مكان الأطباء في نهاية المطاف، ولكن بالأغلب أنها ستبقى آلة مساعدة لا أكثر.
 
علاج السرطان باستخدام تقنية النانو
الأجهزة النانوية تستخدم جسيمات نانوية تتكون من الفضة والذهب، ويتراوح حجمها بين 1 - 100 نانومتر، ويتم استخدامها في تصوير الأورام في الأجسام الحية.في العام 2015 طوّر مهندسو النانو في جامعة كاليفورنيا تقنية microcannon، التي تقوم باستهداف الأورام السرطانية الموجودة في الجسم، ومن ثم تفجيرها باستخدام الأدوية دون الحاجة لحقن الدواء في جميع أنسجة الجسم.  وبشكل عام في الوقت الحالي يتم استخدام تقنية النانو في الطب؛ فهي تُساعد في توفير علاج لبعض الأمراض في أساليب أكثر دقة، وأقل تكلفة، وأقل تعقيد من الطرق التقليدية، وهو ما يوفر نتائج أفضل للمرضى، وتكاليف رعاية صحية أقل، ووصول أوسع لجميع المناطق الجغرافية في العالم.
 
مستشعرات دماغ لاسلكية
تم اختراع إلكترونيات قابلة للامتصاص من البلاستيك، يمكن وضعها في الدماغ لمدة زمنية محددة، وعند الانتهاء من الحاجة لها تذوب بشكل تلقائي. يُساعد ذلك الأطباء على قياس الضغط ودرجة الحرارة داخل الدماغ باستخدام المستشعرات القابلة للذوبان، دون الحاجة لإجراء عمليات جراحية زيادة لإزالة المستشعرات من الدماغ (مثل الطرق التقليدية).
 
طباعة ثلاثية الأبعاد
لا بد وأنك تتساءل ما علاقة الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب؟ هذه ليست مثل طابعات الأوراق والكرتون التي نعرفها؛ بل تستخدم لإنشاء غرسات ومفاصل يُمكن استخدامها في العمليات الجراحية. وتساعد كثيرًا في صناعة الأطراف الصناعية؛ بحيث تتمكن من مطابقة مقاسات الفرد بالمليلتر الواحد، وهو ما يساعد في صنع أطراف صناعية تُحقق مستوى غير مسبوق من الراحة والمرونة في الحركة للفرد.
 
أعضاء اصطناعية
بدأ هذا المجال في الطب من تجديد خلايا الجلد لضحايا الحروق، ومع التقدم التكنولوجي تم تطوير التقنية واستخدامها في تكوين أوعية دموية، ومبايض اصطناعية، وبعض أعضاء الجسم كبيرة الحجم مثل البنكرياس، ومن ثم يتم وضعها في الجسم حتى تنمو وتحل محل العضو المصاب. تساعد هذه التقنية بشكل كبير في مجال زراعة الأعضاء؛ بهذه الطريقة لن يُعاني الأفراد من رفض الجهاز المناعي عند زراعة عضو جديد في الجسم.

كريسبر  CRISPR
لا بد وأن هذا هو أعظم ما وصل له التقدم التكنولوجي والطبي؛ بحيث يعمل على تسخير الآليات الطبيعية لعمل الجهاز المناعي للخلايا البكتيرية للفيروسات الغازية، التي يُمكنها أن تقطع الجزء المُصاب من الحمض النووي، وهو ما سيجعل أساليب العلاج أفضل وأسهل. ومع استخدام تقنية تعديل الجينات يُمكننا التخلّص من بعض الأمراض التي كانت وما زالت تشكل التهديد الأكبر لحياة الإنسان؛ مثل السرطانات، وأمراض نقص المناعة، ومن المتوقع أن يتحقق ذلك خلال بضع سنوات لا أكثر.