أيهما أفضل العشر الأواخر من رمضان أم عشر ذي الحجة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أفضل ليالي العام وأفضل من ليالي عشر ذي الحجة لأن فيها ليلة القدر التي تساوي عبادة أكثر من ألف شهر عند الله تعالى.

- بينما أيام العشر الأولى من ذي الحجة هي أفضل أيام العام حتى من أيام العشر الأواخر من رمضان وذلك لأن فيها يوم عرفة الذي هو أفضل أيام العام إطلاقا.

- فالنسبة للأيام العشر الأولى من ذي الحجة ورد في فضلها نصوص منها:

أولاً: قال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍِ} [الفجر: 1-2]. ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قوله: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة.

ثانياً: وقال سبحانه وتعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]. نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: (أَيَّامُ الْعَشْرِ)

ثالثاً: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري.

- ففضل هذه الأيام المباركة عظيم عند الله تعالى، ولعل السبب في ذلك لأن أمهات العبادات تجتمع في هذه الأيام وهي الحج والصيام والصلاة والصدقة، ولأن فيها يوماً عظيم وهو يوم عرفة، ويوم النحر وهو يوم العيد.

- أما بخصوص وجوب صيام هذه الأيام: فلا يجب صيامها، ولكن يستحب صيامها استحبابا كثيراً وخاصة يوم التاسع منها وهو يوم عرفه، لفضل عبادة الصيام وأنه لله وهو الذي يجزي به.
- كذلك من الأعمال المستحبة في هذه الأيام كثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.

- كذلك يستحب قيام الليل، وقراءة القرآن الكريم، والصدقة، وصلة الرحم، وتجديد النية والتوبة إلى الله تعالى.

- أما بخصوص العشر الأواخر من رمضان أيضاً ورد في فضل ليلة القدر نصوص منها:
أولاً: قول الله تعالى في سورة القدر: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر...).
ثانياً: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
 -سميت ليلة القدر بهذا الاسم لعظيم قدرها عند الله تعالى فهي خير من ألف شهر، وفيها تقدر الأعمال والأعمار والأرزاق لعام قادم حتى الحجاج يحج فلان ويحج فلان.

وهي موسم عظيم لحصاد الخير والحسنات وحري بالمسلم أن يستغلها حتى يحصل على أجرها كاملة واستغلالها يكون بما يلي:
1- عدم النوم فيها أبدا.
2- ترك كل مضيعات الوقت مثل: (الهاتف / التلفاز / السهرات)
3- صلاة التراويح بعد العشاء وصلاة التهجد والقيام في الثلث الأخير من الليل.
4- الإكثار من قراءة القرآن وتدبره.
5- الإكثار من الدعاء وخاصة دعاء ليلة القدر وهو (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
6- الإكثار من الاستغفار بعد صلاة التهجد (والمستغفرين بالأسحار)
7- التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

حتى تكون من الفائزين في إحياء ليلة القدر عليك أن تدرك الأمور التالية:
أولاً: أن ليلة القدر تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر (سلام هي حتى مطلع الفجر)

ثانياً: أن أعظم ما تتقرب فيه لله عز وجل في هذه الليلة هي الواجبات والفرائض وفرائض هذه الليلة هي (صلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة) فمن صلى المغرب في جماعة وصلى العشاء في جماعة وصلى الفجر في جماعة ناله حظه من ليلة القدر.

ثالثاً: الحرص على أذكار المساء وأذكار الصلوات في هذه الليلة.

رابعاً: صلي العشاء والتراويح حتى يقضي الإمام صلاته وينصرف، ففي الحديث الصحيح: (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)

خامساً: الانشغال في طاعة الله تعالى طوال الليل واحذر من معصية الله تعالى في هذه الليلة.

سادساً: اعلم أن قيام ليلة القدر لا يقتصر قيام الليل على الصلاة فقط إنما يعني ذلك القيام بكل الأعمال التي تجعلك منشغلا بطاعة الله طوال ساعات الليل، ومنها قراءة القرآن الكريم والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والانشغال كذلك بسيّد الاستغفار، والدعاء وأكثر منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

سابعاً: استحضر نية إحياء هذه الليلة واقرأ عنها وعن فضلها وآدابها، فنية المرء خير من عمله، فلتكن صادقاً ومخلصاً في نيتك بأنك ستقوم ليلة القدر إيماناً واحتساباً لوجه الله تعالى عسى أن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك.

ثامناً: احرص على إخراج صدقة ولو كانت صدقة يسيرة قليلة في هذه الليلة راجياً من الله تعالى القبول ومضاعفة الأجر.

تاسعاً: احرص على اعتكاف هذه الليلة واحرص على التواجد في المسجد من أول النهار إن استطعت إلى ذلك سبيلاً أو من بعد صلاة المغرب على الأقل.

عاشراً: احرص على آداب المسجد واستشعر معية الله تعالى وأنك ضيف على الله تعالى في بيته واحرص كذلك على الانقطاع التام عن الدنيا وعدم اصطحاب الهاتف أو أي شيء من شأنه إشغالك وإلهائك عن الخشوع.

الحادي عشر: احرص على الطهارة طوال هذه الليلة، فالوضوء بين فترة وأخرى ينشط البدن ويذهب النعاس ويبعث في الجسد الهمة والطاقة المتجددة.

الثاني عشر: احرص على استثمار كل لحظة وإياك والتقصير ولا تقنع بالقليل فإن نفحات الدهر

الثالث عشر: الإكثار من الدعاء وطلب كل شيء مهما كان بسيطاً (إن الله تعالى لا يمل حتى تملوا) وأهم دعاء ليلة القدر هو ما روته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»؛ رواه الترمذي

الرابع عشر: اطلب قضاء جميع حاجتك التي فيها نفع الدنيا والآخرة (كالرزق الحلال والزوجة الصالحة والولد الصالح.. وغيرها) ممن يعينك على دنياك وآخرتك.

الخامس عشر: أكثر من الدعاء ومناجاة الله تعالى وخاصة في الثلث الأخير من الليل وأنت ساجد وتوسل إلى الله تعالى بأن يقبلك وأن يتوب عليك وأن يتقبل صيامك وطاعتك وأن تكون من الفائزين بهذا الشهر، وأن يكتب لك العتق من النار

السادس عشر: استغلال كل دقيقة بها سواء بالصلاة أو القيام أو التسبيح أو الصدقة وذكر الله في كل أوقاتها وفعل كل طاعة مستحبة.

-وعليه: فأنصحك وأنصح نفسي حتى نفوز في ليلة القدر علينا إحياء هذه العشر الأواخر من رمضان كاملة، فإذا ما تم ذلك فسندرك ليلة القدر لا محالة والتي لا يعلم أجر قيامها وفضلها إلا الله تعالى لأن الله تعالى لم يقل ليلة القدر تساوي ألف شهر وهو ما حدده العلماء بأنها تساوي ثلاثة وثمانون عاماً، فهذا تقدير البشر، أما تقدير رب البشر فهو أكثر من ذلك بكثير! لأن الله تعالى قال: (ليلة القدر خير من ألف شهر) وكلمة خير قد تساوي ألف أو مليون أو مليار من السنين، فكلمة خير جاءت نكرة والنكرة تفيد الكثرة. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة