يتمّ تنوين الاسم المقصور الّذي ليس فيه علّة من علل موانع الصرف بتنوين الفتح؛ وذلك من أجل التمكين، مثل: "هدى، منى"، ويعرب الاسم المقصور المنوّن بتنوين التمكين ب" حركة مقدرة على الألف المحذوفة نطقاً لالتقاء ساكنين".
إنّ الاسم المقصور هو كلّ اسم معرّب آخره ألف لازمة، ويكون الحرف الّذي قبلها مفتوح، وتكتب الألف اللازمة على شكل ألف ممدودة وألف مقصورى (ا أو ى)، مثل: "فتى، مستشفى، رنّا، عصاً، مقهى"
لا يوجد إعراب معيّن للاسم المقصور، إنّما يعرب حسب موقعه في الجملة، لكنّه يأخذ علامة الإعراب المقدّرة للتعذّر، أي انع يرفع بالضمّة المقدّرة، وينصبّ بالفتحة المقدّرة، ويجرّ بالكسرة المقدّرة.
مثال على ذلك: "هدى طالبة مهذّبة" هنا يأتي إعراب كلمة "هدى" مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة للتعذّر، منع من ظهورها الثقل.
بالتأكيد أنّ الاسم المقصور يوقّف عليه بالألف، وقد يأتي منوّناً وغير منوّن، وهنا قال بعض العلماء أنّ الألف الموقوف لا تأتي بدلاً عن التنوين لأنّ علامة الضبط في القرآن الكريم موجودة فوق الحرف الّذي يأتي قبل الألف، مثال: "هـدى"، ولو أنّها كانت منقلبة عن "ياء" وضعت على الألف، مثال: "هـدى". أولئك وقعوا في خطأ فادح بسبب أمرين: أنّه "يمكن وضع كلّ من علامتي ضبط الحركة والتنوين على الألف"، وأنّ "أصل الألف في الاسم المقصور المنوّن لا يستدلّ عليه من علم الضبط"، إنّما يستدلّ عليه من علم الصرف.
تمّ تفسير ضبط الاسم المقصور إذا كان مرفوعاً، منصوباً، مجروراً بأربعة مذاهب، وهي:
المذهب الأوّل: توضع علامة الحركة وعلامة التنوين فوق الحرف الّذي يأتي قبل، مثال: "هـدى".
المذهب الثاني: توضع علامة الحركة وعلامة التنوين فوق الألف منفصلتين عنها، مثال: "هـدى".
المذهب الثالث: توضع علامة الحركة فوق الحرف وعلامة التنوين فوق الألف، مثال: "هــدى".
المذهب الرابع: توضع علامة الحركة فوق حرفها، وتوضع مع علامة التنوين فوق الألف، مثال: "هــدى".
أما أصل الألف الموقوف عليها في الاسم المقصور المنوّن، هنالك 3 آراء للعلماء، وهي:
أوّلاً: رأي العالم المازنيّ، فيقول: إنّها ألف التنوين مطلقاً، مهما كان "مرفوعاً، منصوباً، مجروراً"؛ وذلك لأنّ التنوين بعد الفتحة يبدّل في الوقف بألف.
ثانياً: راي العالم الكسائيّ، فيقول: "إنّ الألف ليست بدلاً عن التنوين بل هي بدل من لام الكلمة "منقلبة عن ياء مطلقاً"، وجب سقوطها في الوصل لأنّها ساكنة، وسكون التنوين بعدها، فلمّا زال التنوين بالوقف عادت الألف".
ثالثاً: راي سيبويه: "الألف في المنصوب بدل ألف التنوين، وفي المرفوع والمجرور بدل الحرف الأصليّ، أي الياء الّتي هي لام الكلمة، قياساً على الغير معتلّ.
بالتالي نجد أنه يستدلّ على أصل التنوين من علم الصرف.